مستشفى الحسن الثاني بفاس يعمق جراح المرضى بعلاج على أرصفة الإهانة

آخر الأخبار

مستشفى الحسن الثاني بفاس يعمق جراح المرضى بعلاج على أرصفة الإهانة

رصدالمغرب / عبدالعالي بريك


في مشهد صادم يندى له الجبين، يعيش مستشفى الحسن الثاني الجامعي بمدينة فاس، التابع لكلية الطب والصيدلة، واحدة من أسوأ الأزمات الصحية والإنسانية في تاريخه، حيث المرضى ومرافقوهم، بدلا من تلقي الرعاية الطبية في ظروف إنسانية تحفظ كرامتهم، يجبرون على الانتظار لساعات طويلة خارج قاعة المستعجلات، بجانب أكوام من القمامة، هربا من الحرارة الخانقة التي تعم أروقة المستشفى.

وهذا الحر الشديد الذي يتجاوز في بعض الأحيان درجات غير محتملة، يسبب حالات متكررة من ضيق التنفس والدوخة والغثيان، مما يزيد من معاناة المرضى المنهكين أصلا بأوجاعهم، ويعرض حياتهم للخطر، حيث المرافقون هم الآخرون يعانون في صمت، وسط غياب شبه تام لأبسط شروط الاستقبال والرعاية الإنسانية.

Screenshot_20250807_015216_WhatsApp-300x207 مستشفى الحسن الثاني بفاس يعمق جراح المرضى بعلاج على أرصفة الإهانة

المأساة لا تقتصر على الظروف المناخية السيئة فقط، بل تتعداها إلى النقص الفادح في عدد الأطر الطبية والتمريضية، وهو ما ينعكس سلبا على جودة وسرعة التدخلات الطبية، حيث أن عددا كبيرا من المعدات الضرورية للاستشفاء والتدخلات المستعجلة غير متوفرة أو معطلة، مما يدفع بالأطباء – في حال توفرهم – إلى الاجتهاد في ظروف شبه مستحيلة.

وإلى جانب الوضع الصحي الكارثي، يواجه المواطنون إجراءات بيروقراطية معقدة لتسجيل المرضى، قد تستغرق يوما كاملا في بعض الحالات، حيث هذا التأخير يزيد من خطورة الوضع الصحي للمرضى، ويجعل من رحلة العلاج تجربة مأساوية توصف بـ”يوم في الجحيم”.

وأمام هذا الواقع المؤلم، تطرح تساؤلات حارقة حول دور وزارة الصحة وإدارة المستشفى والمجالس المنتخبة في ضمان حق المواطنين في العلاج الكريم، حيث مستشفى الحسن الثاني، الذي من المفترض أن يكون مؤسسة مرجعية للتكوين الطبي ولعلاج الحالات المعقدة، بات عنوانا لفشل المنظومة الصحية في ضمان أبسط الحقوق الأساسية للمواطن.

إرسال التعليق