
ملف ياسين شبلي هي صرخة أم ضد التعذيب واستمرار النضال من أجل الحقيقة والعدالة
رصدالمغرب / لبنى موبسيط
خمسة معتقلين سياسيين بمدينة ابن جرير، ثلاثة منهم من عائلة الشهيد ياسين شبلي، التقينا أم الشهيد ياسين شبلي ضحية التعذيب المفضي إلى الموت في مخفر الشرطة بمدينة ابن جرير، حيث قالت أمنا مباركة: “لا أنتظر عودة ابني من الموت لكنني أناضل كي لا يتكرر ما حدث مع أبناء الشعب”.
بينما يتم الحكم على أيمن وسعيد شبلي بثلاثة أشهر نافذة على خلفية نضالهم من أجل تحقيق العدالة في ملف أخيهم ياسين الشبلي؛ تستمر أم وأخوات الشهيد، في النضال والبحث عن الحقيقة، التي تكمن في تمكينهم من نسخ لتسجيلات الكاميرا داخل مخفر الشرطة.
بالعودة إلى أهم الوقائع في هذا الملف، نُذَكِّر بأن هيئة الدفاع وفي اطلاعها على جزء من تسجيلات الكاميرا، فإنها عاينت حسب ما صدر في بيان الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع مراكش المنارة ما يلي:
“تبين أن الضحية ياسين الشبلي، تعرض منذ لحظة توقيفه للصفع و الركل والرفس بعدما تم تصفيد يديه للوراء بدون أدنى قدرة على المقاومة”.
وأوضح ذات البيان أن، “غرفة الأمان” ورغم إغلاق بابها فقد “تُركت يداه مصفدتان للخلف لمدة تفوق ست ساعات، تقيأ خلالها أكثر من مرة وظل يتمرغ فوق قيئه من شدة الألم”.
وأكد البيان أنه “بعد أن خارت قواه تم نقله للمستشفى وأُرجع في أقل من 20 دقيقة لنفس الزنزانة لتستأنف حصص تعذيبه بشكل آخر من خلال تصليبه في وضعية وقوف على شكل T بباب الزنزانة، وتعريضه لضربة قوية على مؤخرة رأسه من طرف شرطي يحمل جسما لم يظهر جيدا في الفيديو، ثم يعيد ضربه بركلة أقوى برجله على مستوى فخديه من الخلف رغم أنه مصلب اليدين ولا يقوى الحركة”.
ويضيف البيان أن حصة التعذيب استمرت عبر الاستعانة بشرطي آخر ، لفك أصفاد الضحية وتحويل وضعيته؛ من وضعية الوقوف على شكل حرف T إلى وضعية أسوأ وأكثر إيلاما تشبه وضعية الوقوف على شكل حرف Y، إذ يقف على أصابع رجليه لتستمر هاته الوضعية حوالي ربع ساعة إلى أن إنهار بشكل نهائي. فيتدخل أحد رجال الشرطة لفك قيده ليجد القتيل نفسه غير قادر على الوقوف ثم يستلقي على جانبه الأيسر دون حركة إلى الأبد.
لا يمكن تجاوز هذا الحدث السادي والعنيف، كما لا يمكن اعتبار الحكم الصادر في حق المتهمين بالعادل والمنصف. وإذا كانت أم الشهيد قادرة على حمل هذا الألم، كيف لا نستطيع نحن؟ كيف أصبح الناس يُطبعون مع ما يقع؟ وهل أرواح أبناء شعبنا باتت رخيصة إلى هذا الحد؟
ملف ياسين شبلي هو الخط الفاصل بين الكبح والاستمرار، أي بين كبح ووضع حد لتقتيل الأبرياء أو استمراره. إما أن نلتف حول هذا الملف أو ننتظر دورنا لنكون ضحية الأمن غير الوطني.
اليوم استقبلتنا أم الشهيد، وأصرّت على أن يكون ذلك في المنزل، ولا أخفيكم ودون مبالغة في كونها نظرت إلينا كأبناء لها، وطلبت منا الحيطة والحذر خوفا من تلفيق تهم أو شكايات كيدية.
خمسة معتقلين سياسيين مصنفين، سعيد وأيمن شبلي، محمد أمين ماء العينين، ياسر سيف الحق ويوسف الشيخاوي، يتم التضييق عليهم داخل السجن من خلال مصادرة حقهم في إجراء المكالمات الهاتفية كباقي السجناء.
وفي مكالمة هاتفية بين أحدنا وأحد هؤلاء المعتقلين، طلبت أم الشهيد عدم الإفصاح عن الاسم، لعلمها بوجود موظف لمراقبة الاتصالات.
إرسال التعليق