آخر الأخبار

جنازة تكشف عما بين رمزية الأب ووقع الابن

جنازة تكشف عما بين رمزية الأب ووقع الابن

رصدالمغرب / عبدالعالي بريك


في لحظة حزينة جمعت بين صمت الموت وصخب السياسة، بدا أن مشهد الجنازة لم يكن مجرد طقس عابر لوداع أب، بل محطة جديدة أفرزت معاني متداخلة، حيث وسط الجموع، ووسط العيون التي اختلطت فيها الدموع بالتأمل، ولدت دلالات لم يتوقعها كثيرون.

فمن فوق بيت العائلة، حيث ارتفع صوت ناصر الزفزافي، بدا أن الابن يحول الموقف إلى خطاب سياسي بامتياز، اختزل فيه رسائل عديدة، بعضها مباشر والآخر بين السطور، حيث كان كمن يستثمر اللحظة ليعيد طرح أسئلته القديمة ــ الجديدة حول الكرامة والعدالة والحقوق.

وفي المقابل، ربحت الدولة فرصة أخرى لتقديم صورة أكثر هدوءا وإنسانية في التعامل مع هذا المشهد، بعيدا عن التوتر الذي طبع مراحل سابقة، فقد أُتيح للمناسبة أن تمر في أجواء تقرأ فيها بادرة حسن نية، أو على الأقل إقرار بخصوصية اللحظة الإنسانية.

وبين هذا وذاك، برزت الجنازة كحدث مزدوج المعنى، يجمع بين وداع أب رحل بصمت، وبروز ابن استعاد صوتا سياسيا من قلب بيت العائلة، حيث الصورة تختزل مسارا طويلا من التوتر والجدل، لكنها في الآن ذاته تفتح الباب أمام قراءات جديدة لعلاقة معقدة بين صوت الاحتجاج ومنطق الدولة.

إرسال التعليق