آخر الأخبار

“تشارلي كيرك” من قيادة الشباب المحافظ إلى مصرع مأساوي في فعالية سياسية

“تشارلي كيرك” من قيادة الشباب المحافظ إلى مصرع مأساوي في فعالية سياسية

رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي


هز الولايات المتحدة حادث مأساوي مساء الثلاثاء، بعد مقتل الناشط السياسي اليميني البارز تشارلي كيرك برصاص مسلح خلال مشاركته في فعالية عامة بجامعة يوتا فالي، حيث كيرك الذي لم يتجاوز الحادية والثلاثين من عمره، كان يعد من أبرز الوجوه المحافظة وأكثرها تأثيرًا بين الشباب في العقد الأخير.

ولد كيرك في 14 أكتوبر 1993، وبرز سريعا في الساحة السياسية الأمريكية بعد تأسيسه المشارك لمنظمة Turning Point USA التي ركزت على استقطاب الشباب الجامعيين نحو القيم المحافظة، حيث تولى منصب الرئيس التنفيذي للمنظمة، ليصبح رمزا للحركة الشبابية المؤيدة للرئيس دونالد ترامب.

إلى جانب نشاطه التنظيمي، قدم كيرك برنامج البودكاست الشهير “عرض تشارلي كيرك”، حيث ناقش باستمرار قضايا حرية التعبير والسياسات الجامعية والانتخابات، كما أصدر عدة مؤلفات من بينها كتاب يتناول عقيدة حملة “لنجعل أميركا عظيمة مجددا”، الذي اعتبر بمثابة دليل للشباب المحافظين.

لم يكن كيرك بعيدا عن الجدل، فقد اشتهر بموقفه الداعم المطلق لـ حق امتلاك السلاح، إلى جانب انحيازه القوي لإسرائيل وتأييده لعملياتها العسكرية في غزة، كما ارتبط اسمه ارتباطا وثيقا بالحركة اليمينية المتطرفة، واستطاع عبر نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي حشد قاعدة واسعة من المؤيدين الشباب، ما جعله من أكثر الأصوات تأثيرا في التيار المؤيد لترامب.

وقع الهجوم أثناء كلمة كان كيرك يلقيها أمام مئات الطلاب في جامعة يوتا فالي، حيث دار النقاش حول قضايا حرية التعبير والسياسات المحافظة في الجامعات الأمريكية، حيث أفادت السلطات أن المسلح أطلق عدة أعيرة نارية باتجاه كيرك، ما أدى إلى وفاته في موقع الحادث رغم محاولات إسعافه، غير أن الفديوهات من جميع الاتجاهات توضح غير ذلك، وبأن كيرك أصيب برصاصة واحدة وعن قرب.

وحسب ما جاء عن السلطات الأمريكية، وبعد مطاردة استمرت 33 ساعة، ألقت الشرطة الفيدرالية القبض على المشتبه به ويدعى تايلر روبنسون، شاب يبلغ من العمر 22 عاما من ولاية يوتا، في محاولة لصناعة واقعة منطقية يصدقها الجميع، وحيث عملية الاعتقال تمت بمساعدة عائلته، فقد أبلغ أحد أقاربه مكتب التحقيقات الفيدرالي عن تورطه، وخلال فترة البحث، تلقت السلطات أكثر من 7,000 بلاغ من الجمهور، فيما عرضت الحكومة مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليه.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن دوافع الجريمة مرتبطة بخلافات سياسية، إذ كان روبنسون يعارض بشدة مواقف كيرك المحافظة، لكن المحققين أكدوا أن الصورة الكاملة لا تزال غير واضحة وأن التحقيقات مستمرة للكشف عن خلفيات أوسع محتملة، ربما في اتخاذ الوقت الكافي لصناعة سيناريو منطقي ينطوي على الجميع، في محاولة لإخفاء جميع الاتهامات المحتملة مستقبلا، بل كل الأسئلة ربما سيجيب عنها من كانو في محيط شارلي كيرك أثناء اغتياله.

هذا الحادث أثار صدمة كبيرة داخل الأوساط السياسية والإعلامية، فقد كتب الملياردير إيلون ماسك على منصة “إكس” تعليقا مثيرا للجدل بوصفه اليسار بأنه حزب القتل، وهذا التصريح عكس حجم الانقسام المتزايد في الخطاب السياسي الأمريكي، وأعاد إلى الواجهة النقاش حول تصاعد العنف السياسي وتبعاته على مستقبل الديمقراطية الأمريكية.

اغتيال كيرك يأتي في وقت يشهد فيه المجتمع الأمريكي جدلا حادا حول حرية التعبير وسياسات السلاح والتوترات الحزبية، ويعتبر الكثيرون أن رحيله المفاجئ قد يترك فراغا في الحركة الشبابية المحافظة، لكنه في الوقت نفسه قد يشعل مزيدا من الجدل حول خطاب الكراهية والاستقطاب ودور وسائل التواصل الاجتماعي في إذكاء الانقسامات.

التحقيقات الفيدرالية ما تزال جارية، ومن المتوقع أن تكشف السلطات خلال الأيام المقبلة تفاصيل إضافية حول دوافع منفذ الهجوم، محاولة منها إقناع الرأي العام الذي شاهد اللقطة من عدة زوايا، و في حادثة وصفها مراقبون بأنها واحدة من أخطر عمليات الاغتيال السياسي في الولايات المتحدة خلال العقد الأخير.

إرسال التعليق