آخر الأخبار

بعد سنوات الصمت: معتقلون إسلاميون سابقون يفتحون جراح الماضي بحثًا عن العدالة

بعد سنوات الصمت: معتقلون إسلاميون سابقون يفتحون جراح الماضي بحثًا عن العدالة

رصد المغرب 

في خطوة جديدة لإحياء ملف الذاكرة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، نظمت التنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين الإسلاميين السابقين  ندوةً وطنية أشرفت عليها تنسيقية الكرامة واليقظة للعدالة الانتقالية خُصصت لشهادات ضحايا التعذيب خلال سنوات الاعتقال، في محاولة لتجديد النقاش حول جبر الضرر والإنصاف ورد الاعتبار.
الندوة التي عرفت حضور عدد من الفاعلين الحقوقيين وأسر المعتقلين السابقين، كشفت من خلال الشهادات المعروضة حجم المعاناة التي عاشها هؤلاء داخل مراكز الاحتجاز، كما أعادت طرح سؤال المصالحة والعدالة الانتقالية على الطاولة من جديد، في ظل ما يعتبره الضحايا “تراجعًا رسميًا” عن الالتزامات السابقة في هذا الملف.

في هذا السياق، أجرينا هذا الحوار مع رئيس التنسيقية الوطنية للمعتقلين القدماء السيد مصطفى كريمي، للحديث عن دوافع تنظيم الندوة، مضامين الشهادات المؤثرة التي تخللتها.

 السؤال الاول بداية ما الذي دفع التنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين الإسلاميين السابقين إلى تنظيم هذه الندوة في هذا التوقيت بالضبط ؟   

الدافع الحقيقي وراء تنظيم هذه الندوة التي أشرفت عليها تنسيقية الكرامة واليقظة للعدالة الانتقالية هو إعادة إحياء ملف المعتقلين الإسلاميين السابقين الذي دُفن لسنوات طويلة في صمت مقصود لقد شعرنا بأن الوقت قد حان لإخراج هذا الملف من الظل إلى النور خاصة في ظل استمرار معاناة المعتقلين وعائلاتهم وحرمانهم من حقهم المشروع في جبر الضرر وإعادة الإدماج الاجتماعي والمهني الندوة جاءت استجابة لحاجة جماعية ملحة إلى الاعتراف والإنصاف والمصالحة الحقيقية بعيدًا عن الانتقائية أو التجاهل

 

 السؤال الثاني كيف تم اختيار الشهادات التي قدمت خلال الندوة وهل تمثل مختلف مراحل الاعتقال والانتهاكات ؟

 

تم اختيار الشهادات بناء على تطوع عدد من المعتقلين الإسلاميين السابقين الذين أبدوا استعدادهم لتحمل ثقل البوح مجددًا رغم ما يرافقه من ألم نفسي عميق وقد حرصنا على أن تمثل هذه الشهادات مختلف مراحل التجربة الاعتقالية من لحظة الاعتقال التعسفي مرورًا بمراكز الاحتجاز السرية وصولًا إلى المحاكمات وما بعدها هناك شهادات أخرى لم يكشف عنها بعد ورد ذكرها في تقارير دولية كهيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان مما يعكس تنوع التجارب وغناها بالمعطيات الحقوقية الصادمة

 

 السؤال الثالث أثناء الاستماع لتلك الشهادات ما أكثر ما أثر فيكم أو في الحضور؟        

 

على المستوى الشخصي ورغم أنني عايشت سنوات من القهر والاعتقال وسمعت قصصًا كثيرة مؤلمة فإن تأثير تلك الشهادات كان عميقًا للغاية حين تسمع الضحايا يروون ما عاشوه بأصواتهم المرتعشة وكأن الجرح ما زال ينزف تدرك حجم الفاجعة الإنسانية التي مروا بها من أكثر اللحظات إيلامًا إعادة سماع روايات عن معتقلين اختفوا في السجن السري بتمارة لسنوات أو عن التعذيب الوحشي الذي طال بعضهم حتى وصل الأمر إلى إدخال أدوات في أجسادهم في انتهاك مروع للكرامة الآدمية كانت الندوة لحظة صمت وذهول ودموع بالنسبة للجميع

 

 السؤال الرابع هل لاحظتم تجاوبًا رسميًا أو حقوقيًا بعد نشر تلك الشهادات؟

 

للأسف لم نلحظ أي تجاوب رسمي يذكر وكأن هناك إرادة لتجاهل الملف تمامًا بل يمكن القول إن بعض الهيئات الحقوقية تتعامل بانتقائية أو تواطؤ غير معلن مع الجلاد مما يزيد من شعور الضحايا بالخذلان ومع ذلك لا بد من التنويه بالموقف النبيل للجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي فتحت لنا أبوابها واحتضنت هذه المبادرة الحقوقية وكذلك الرابطة العالمية للحقوق والحريات ممثلة في نائب رئيسها الأستاذ محمد حقيقي الذي قدم مداخلة قانونية وحقوقية عميقة أعادت الاعتبار لهؤلاء الضحايا وذكرت الجميع بمسؤولية الدولة تجاههم

 

 السؤال الخامس كيف تتعامل التنسيقية مع الصدمة النفسية التي قد يمر بها الضحايا أثناء إعادة سرد تجاربهم المؤلمة ؟

 

التنسيقية تتعامل مع هذه الصدمة باعتبارها واقعًا يوميًا يعيشه كل المعتقلين الإسلاميين السابقين سواء داخل إطار التنسيقية أو خارجها نحاول مقاربة هذا الألم بروح المسؤولية والحكمة عبر خلق فضاءات للبوح والتضامن والدعم المتبادل وعبر العمل على توثيق الانتهاكات وفضحها في مختلف المنابر الحقوقية والإعلامية نؤمن أن المواجهة بالقول والتوثيق هي أول خطوة نحو الشفاء الجماعي وأن ما لا يقال يظل يقتلنا في الصمت هذه الندوة كانت بداية لمسار أطول سنواصل فيه رفع الصوت حتى تكشف الحقيقة كاملة ويرد الاعتبار لكل من ظلم

 

تعليق واحد

comments user
عادل تمناوي

حسبنا الله ونعم الوكيل

إرسال التعليق