تحرّك دبلوماسي أميركي لإنهاء القطيعة بين المغرب والجزائر

تحرّك دبلوماسي أميركي لإنهاء القطيعة بين المغرب والجزائر
رصدالمغرب / عبدالصمد الشرادي
تتحرك الولايات المتحدة الأميركية على خط الأزمة بين المغرب والجزائر في مسعى لإعادة العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ عام 2021، وسط حديث عن جهود دبلوماسية متقدمة قد تفضي إلى اتفاق سلام خلال شهرين، وفق ما نقلته وسائل إعلام أميركية ودولية.
وقال المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف في تصريحات تلفزيونية، إن واشنطن تعمل حاليا مع الطرفين بهدف تحقيق اتفاق سلام خلال نحو ستين يوما، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تسعى لإرساء استقرار إقليمي يشمل شمال أفريقيا.
تأتي هذه الوساطة الأميركية في ظل استمرار القطيعة الدبلوماسية بين الرباط والجزائر منذ أكثر من ثلاث سنوات، على خلفية الخلاف حول ملف الصحراء المغربية، حيث كانت الجزائر قد أعلنت في غشت 2021 قطع علاقاتها مع المغرب، متهمة إياه بـ«أعمال عدائية»، فيما أكدت الرباط في حينه تمسكها بسياسة «اليد الممدودة» للحوار.
وذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن الوساطة الأميركية تشمل طرحا يستند إلى مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل نزاع الصحراء، والتي تعتبرها واشنطن خطة واقعية وذات مصداقية، حيث لم يصدر بعد أيّ تأكيد رسمي من العاصمتين بشأن الدخول في مفاوضات مباشرة.
ويرى محللون أن هذا التحرك يأتي في إطار مساعي إدارة الرئيس جو بايدن لتوسيع جهود التهدئة في المنطقة، بعد نجاح واشنطن في دعم مسارات تطبيع وعلاقات سلمية بين عدد من الدول العربية، كما تسعى الولايات المتحدة، بحسب مصادر دبلوماسية، إلى تخفيف حدة التوتر في شمال أفريقيا بما يخدم الاستقرار الأمني والاقتصادي في منطقة الساحل والصحراء.
ورغم الأجواء الإيجابية التي رافقت الإعلان عن الوساطة، لا تزال العقبات الجوهرية ماثلة أمام أي اتفاق محتمل، وفي مقدمتها تباين موقفي الرباط والجزائر من قضية الصحراء، إضافة إلى غياب الثقة بين الطرفين منذ سنوات.
ويرى مراقبون أن الحديث عن مهلة زمنية لا تتجاوز الشهرين قد يعكس طموحا دبلوماسيا أميركيا، أكثر منه مؤشرا على اتفاق وشيك.
ولم تصدر إلى الآن أي بيانات رسمية من الحكومتين المغربية أو الجزائرية بشأن تفاصيل المفاوضات أو مستوى الانخراط في المبادرة الأميركية، فيما تتابع الأوساط الإقليمية باهتمام ما إذا كانت الوساطة الأميركية ستنجح في كسر الجمود السياسي بين البلدين وفتح صفحة جديدة في العلاقات المغاربية.
إرسال التعليق