المراسل الصحفي المعتمد بين الهواية والمهنة وحقه في الحماية القانونية
المراسل الصحفي المعتمد بين الهواية والمهنة وحقه في الحماية القانونية
رصدالمغرب / عبدالعالي بريك
في قلب العاصمة المغربية، وبين أروقة البرلمان، وقف صحفيون ومراسلون معتمدون يوم الأربعاء الماضي، متحدين مشروع قانون جديد يهدد استقلاليتهم ويقزم من مهنتهم، حيث لم يكن مجرد احتجاج، بل صرخة دفاع عن مهنة الصحافة نفسها، وعن الحق الأساسي للصحفي المعتمد في ممارسة عمله بحرية ومهنية.
المراسل الصحفي المعتمد ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو العين التي ترصد الحقيقة، والذاكرة التي تحفظ وقائع المجتمع، والضمانة التي يحمي بها الجمهور حقه في المعلومة، لأن هذا الصحفي لا يملك بديلا غير شغفه بالمهنة، فالهواية وحدها لا تكفي، والمهنة هي ما يمنحه الحماية القانونية والاعتراف المهني.
ورغم أن النصوص القانونية تهدف إلى تنظيم القطاع، إلا أن المشروع الحالي أثار استياء واسعا بين الصحفيين والمراسلين المعتمدين، لعدة أسباب، منها تقليص عدد المعتمدين وتهديد الاستقرار المهني، و إخضاع قطاع الصحافة للجنة غير مستقلة وغير قادرة على حماية الحقوق، و الحد من صلاحيات المجلس الوطني للصحافة المنتخب ديمقراطيا، مما يضعف تمثيلية الصحفيين وحقهم في الدفاع عن مهنتهم.
المطالبة الأساسية للصحفيين والمراسلين المعتمدين ليست مجرد رفض لمشروع القانون، بل هي دعوة لضمان حقوقهم واستقلاليتهم، حيث أنهم يشددون على أن يكون أي إصلاح تشريعي نابعا من حوار شامل يشارك فيه المهنيون، وكذلك الحفاظ على تمثيلية المجلس الوطني للصحافة وتعزيز استقلاليته، وأيضا حماية المعتمدين قانونيا ومهنيا لضمان ممارسة مهنة الصحافة بلا قيود أو تهديدات.
الصحافة ليست مجرد مهنة، بل حق للجمهور في المعلومة الدقيقة والشفافة، حيث حماية المراسل الصحفي المعتمد يعني حماية الديمقراطية نفسها، لأنه إذا أُهمل هذا الحق، فإن أي نص قانوني يصبح مجرد شعار بلا قيمة، والواقع المهني للصحفيين يظل هشا أمام التحديات السياسية والاقتصادية.
إن المراسل المعتمد هو القلب النابض لمهنة الصحافة، و حماية حقوقه واستقلاليته ليست رفاهية، بل ضرورة ديمقراطية، وإلا ستظل المهنة معرضة للتهديد، وسيحرم المجتمع من حقه في المعلومة الصحيحة والمستقلة.
إرسال التعليق