آخر الأخبار

اعتقال الصحفي الجزائري سعد بوعقبة يثير جدلا واسعا بعد تصريحاته حول مواقف الجزائر داخل الاتحاد الإفريقي

اعتقال الصحفي الجزائري سعد بوعقبة يثير جدلا واسعا بعد تصريحاته حول مواقف الجزائر داخل الاتحاد الإفريقي

رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي


شهدت الساحة الإعلامية والسياسية في الجزائر خلال الساعات الأخيرة حالة من الجدل عقب توقيف الصحفي الجزائري المعروف سعد بوعقبة، أحد أبرز الأصوات النقدية في المشهد الإعلامي المحلي، حيث جاء الاعتقال – وفق ما نقلته مصادر إعلامية محلية ودولية – على خلفية تصريحات ومقالات نارية نشرها مؤخرا، تناولت ما وصفه بـ”كواليس مواقف الدبلوماسية الجزائرية داخل الاتحاد الإفريقي”.

كان بوعقبة قد تطرق في أحد أعمدته إلى موضوع النقاش داخل الاتحاد الإفريقي حول مبدأ الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهو المبدأ الذي اعتمده الاتحاد منذ تأسيسه حفاظا على الاستقرار الجغرافي للدول الحديثة الاستقلال، حيث اعتبر بوعقبة أن هذا المبدأ أصبح محل توظيف سياسي في سياق التوترات الإقليمية، خصوصا في ما يتعلق بالعلاقات الجزائرية–المغربية.

وقال الصحفي في إحدى مقالاته إن النقاش حول الحدود التاريخية للمغرب “يخلق حساسية لدى بعض الأوساط في الجزائر”، وهو ما اعتبره مراقبون تصريحا تجاوز الخطوط التقليدية في الصحافة الجزائرية، التي تعيش عادة ضمن مساحة ضيقة في تناول ملفات الأمن القومي والسياسة الخارجية.

أثار توقيف بوعقبة موجة استنكار من قبل نشطاء حقوقيين وصحفيين جزائريين اعتبروا الخطوة “تصعيدا ضد حرية التعبير”، مؤكدين أن مناقشة السياسات العمومية يجب ألا تكون سببا للملاحقة، حيث في المقابل، رأت أصوات أخرى أن تصريحاته تضمنت ما يمكن اعتباره “إفشاءا لمعطيات حساسة” أو “تأويلا سياسيا قد يزيد التوتر في منطقة المغرب الكبير”.

ويعد سعد بوعقبة من أبرز أعمدة الصحافة الجزائرية، حيث قضى عقودا في المهنة واشتهر بأسلوبه النقدي اللاذع، لا سيما في تناول ملفات الفساد وسلوك السلطة، حيث جمع خلال مساره جمهورا واسعا لما يراه كثيرون من جرأة في طرح القضايا الحساسة.

وتأتي هذه الواقعة في سياق إقليمي وسياسي معقد، يشهد تصاعدا في التوتر بين الجزائر والمغرب، وتجدد النقاش حول دور الاتحاد الإفريقي ومواقفه من قضايا الحدود والنزاعات الإقليمية، حيث يرى محللون أن توقيف صحفي على خلفية تحليل سياسي يفتح بابا جديدا أمام النقاش حول حدود حرية التعبير في البلاد.

ويبقى الملف مفتوحا، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات وتفاعل مؤسسات الصحافة وحقوق الإنسان مع القضية خلال الأيام المقبلة.

إرسال التعليق