“Phantom Atlas”: حينما ردّت الأسود المغربية على قرصنة جزائرية بلغة لا تحتاج إلى ترجمة
رصد المغرب / عبد الكبير بلفساحي
في عالم لا تقاس فيه السيادة فقط بالحدود، بل بمدى مناعة البنى الرقمية، أرسلت مجموعة قراصنة مغاربة تعرف بـ”Phantom Atlas” رسالة مشفرة، دقيقة، وذات توقيت بالغ الذكاء، كرد صريح على محاولات سابقة لقرصنة مؤسسات مغربية من طرف هاكرز جزائريين.
فالرسالة لم تكن مجرد بيان عابر على تلغرام. بل كانت ضربة موجعة، احترافية، تستهدف عمق الأنظمة الداخلية للمؤسسة العامة للبريد والاتصالات في الجزائر. فليس من باب العبث اخترقت Phantom Atlas الأنظمة وسحبت 20 جيغابايت من البيانات، بل من باب أن الرد أحيانا لا يحتاج إلى ضوضاء… بل إلى نتائج.
“لستم وحدكم في هذا الفضاء… والمغرب لا يسكت طويلاً”
فقبل أشهر، شهدت الساحة الرقمية المغاربية سلسلة من الهجمات السيبرانية التي استهدفت مؤسسات حكومية مغربية. و مصادر غير رسمية نسبت بعضها إلى جهات جزائرية. آنذاك، التزمت الجهات المغربية الرسمية الصمت. لكن في الفضاء السيبراني، ليس كل صمت علامة ضعف. فأحيانا، يكون الصمت هو ما يسبق العاصفة. والعاصفة جاءت. باسم Phantom Atlas. احتراف الرد… لا غوغائية الانتقام
وما يميز العملية المغربية، هو غياب الخطابات الشعبوية، ووجود رسالة ذكية وهادئة، لكنها قاطعة: “نستطيع أن نؤلمكم، ونخترق أعماق أنظمتكم، ونفعلها دون أن نصرخ أو نطلب التصفيق.” فعملية Phantom Atlas تبرز نقلة نوعية في التفكير السيبراني المغربي ، من الدفاع إلى الردع. و من امتصاص الهجمات إلى تقنيات الهجوم الإبداعي، حيث يتم استخدام نفس الأدوات التي استخدمها الخصم… ولكن بطريقة أكثر فتكا، وأكثر دقة، وأكثر مهنية.
رسالة مفتوحة إلى قراصنة الجزائر: العبوا في حدود مهاراتكم . فما حدث هو رسالة واضحة: “نحن هنا، ونعرف ماذا تفعلون، ونعرف كيف نرد، عندما نقرر أن نفعل.” فالرد المغربي لم يكن فقط تقنية عالية في الاختراق، بل كان أيضا درسا في فلسفة الرد الذكي. لأنه لم يستهدف البنية التحتية الحيوية للشعب الجزائري، بل المؤسسة السيادية المسؤولة عن الاتصالات والبيانات، تلك التي كان يفترض أن تكون محمية بـ”درع سيبراني” لا يخترق. Phantom Atlas قالت: “إن كنتم تحلمون بإسقاط أنظمتنا، فاعلموا أن أنظمتكم أوهن مما تظنون.”
خلاصة القول فإن بين الأسود والقردة… شتان ، فقد يحاول البعض التشويش، أو تسويق تبريرات. لكن الحقيقة واحدة ، فالرد المغربي أتى على شكل عملية اختراق صامتة، مهندسة بعناية، تظهر الفرق بين من يهوى الفوضى ومن يتقن فن الرد الذكي. وبين من يعبث بأنظمة الخصم، ومن يبني أنظمة حصينة تحمي الوطن.
وإذا كانت هناك عبارة تلخّص كل هذا فهي “احذروا صمت الأسود… فقد يكون نُذُر الرد المُفترس.”
إرسال التعليق