SR-72 “ابن بلاكبيرد” – السرعة الخارقة التي لا يمكن لروسيا أو الصين مجاراتها

آخر الأخبار

SR-72 “ابن بلاكبيرد” – السرعة الخارقة التي لا يمكن لروسيا أو الصين مجاراتها

رصد المغرب /

لطالما كان الطيران العسكري في صميم التقدم التكنولوجي والاستراتيجي، حيث تشكل السرعة والتخفي والدقة عناصر التفوق في ساحات المعركة الحديثة، ومن بين أبرز رموز هذا التفوق، تبرز طائرة SR-71 Blackbird الأسطورية، التي طورتها شركة لوكهيد مارتن خلال حقبة الحرب الباردة، والتي حافظت لعقود على لقب أسرع طائرة بمحرك تنفس طبيعي في العالم، بسرعة تفوق 3 ماخ وارتفاعات تصل إلى أكثر من 24,000 متر.

ولكن منذ تقاعد الـ SR-71 في أواخر تسعينيات القرن العشرين، لم تهدأ التكهنات بشأن خليفة لها، قد يرث سرعتها الخارقة ويجمعها بتقنيات الجيل الجديد، وهنا تبرز SR-72، المعروفة إعلاميا باسم “ابن بلاكبيرد”، كمشروع طموح قيد التطوير في الخفاء، وقد يكون قريبا واقعا ملموسا يغير قواعد اللعبة العسكرية.

ومن حيث قدراتها الخارقة وسرعة تفوق التصور، فقد تشير المعطيات غير المؤكدة، والتصريحات المبهمة من لوكهيد مارتن، إلى أن SR-72 قد تكون قادرة على الوصول إلى سرعات تصل إلى 6 ماخ، أي ضعف سرعة سابقتها، حيث هذه السرعة تعني إمكانية اختراق أي مجال جوي تقريبا قبل أن تتمكن الدفاعات الجوية من التفاعل، مما يجعلها أداة استطلاع وضرب لا تضاهى.

إن طائرة بسرعة 6 ماخ ستتمكن من قطع آلاف الكيلومترات خلال دقائق، مما يجعلها مثالية للمهام الاستراتيجية، سواء للاستطلاع أو لضرب أهداف حساسة في عمق أراضي الخصم دون الحاجة إلى طائرات مرافقة أو تغطية إلكترونية معقدة.

ووفق كل تلك المعطيات، والتي ستجعل التوازن الاستراتيجي العالمي مهدد في حال دخول SR-72 الخدمة فعليا، ومسجلتا تفوقا تكنولوجيا يصعب على القوى العالمية الأخرى، مثل روسيا والصين، اللحاق به في المدى القريب، فبينما تركز هذه الدول على تطوير مقاتلات شبحية وطائرات تفوق جوي، فإن دخول طائرة استطلاع وضرب بسرعة تفوق 6 ماخ يعيد رسم ملامح ساحة الصراع الجوي العالمي.

ووسط الغموض كعنصر استراتيجي، بحيث حتى الآن لم تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أو لوكهيد مارتن رسميا وجود SR-72، لكن ما تسرب من إشارات وتقارير بحثية وعروض تقديمية للشركة يوحي بأن المشروع – إن لم يكن قد تم اختباره بالفعل – فهو في مراحل متقدمة من التطوير.

ويعتقد أن التحدي الأكبر في هذا المشروع يتمثل في تطوير محرك مزدوج النمط (Combined-Cycle Engine)، قادر على العمل بكفاءة في سرعات دون صوتية وفوق صوتية (حتى 6 ماخ)، وهو ما تعمل عليه الشركة بالتعاون مع وكالة DARPA.

وسواء كانت SR-72 واقعا حاليا أو حلما قيد التشكيل، فإن وجود مشروع كهذا يعكس استمرار الولايات المتحدة في التقدم العسكري النوعي، في وقت لا تزال فيه دول كبرى تحاول اللحاق بتقنيات طائرات الجيل الخامس، ومع تفوق محتمل كهذا، قد تعاد كتابة قواعد الاشتباك الجوي والاستراتيجي للقرن الحادي والعشرين.

إرسال التعليق