أشغال البناء ليلا تقلق سكان حي السلام سلا: بين صمت المسؤولين وتجاوزات المقاولين

آخر الأخبار

أشغال البناء ليلا تقلق سكان حي السلام سلا: بين صمت المسؤولين وتجاوزات المقاولين

رصد المغرب / سلا

في مشهد يتكرر أكثر من اللازم ، تتحول أحياء بمدينة سلا ، وخاصة حي السلام ، و مع حلول الليل إلى ورشات مفتوحة للبناء ، حيث يعلو ضجيج المعدات الثقيلة على سكون الليل، والأنكى من ذلك انشغال الكل مع مباراة أرسنا وريال مدريد حيث تعلى الأصوات ، وتخترق حرمة السكينة الأسرية بأصوات الحفر والدق المستمر وبمعدات ثقيلة كأننا في منجم ، دون أدنى اعتبار لراحة المواطنين.

ورغم وضوح القانون المغربي في منع الأشغال المزعجة ليلا ، إلا أن الواقع يثبت أن عددا من المقاولين لا يترددون في خرق الضوابط ، مستغلين غياب الرقابة أو “صمت بعض المسؤولين”، بحسب شهادات سكان محليين.

وما يعرف ، أن ترخيص البناء في سلا ، يمرإجراءات دقيقة ، ولكن ما يشاهد ويظهر على أرضية الواقع يعكس خللا عميقا ، إما بسبب فساد المسؤول أو غيابه ، فما إن يحصل المقاول أو صاحب المشروع عل  في سلا ، كما هو الحال بباقي مدن المملكة، على رخصة البناء بعد المرور من مسطرة إدارية تتضمن مراجعة التصاميم ومطابقتها مع ضوابط التهيئة العمرانية ، ورغم وجود لجان تقنية مختصة ، والتي عادة ما لت نراها حاضرة وقت اللزوم ، وهو ما يثير الشبهات في مراقبة يفترض أن تكون مستمرة من أعوان السلطة ، إلا أن عدد المخالفات المسجلة لا يعكس دائما حجم ما يجري على الأرض.

فحين يتحول الليل إلى نهار ، والمواطن هو الضحية ، فمثلا وأحيانا “الأشغال تبدأ بعد العاشرة ليلاً، وتستمر أحياناً حتى الفجر”، يقول كما جاء على لسان أحد سكان حي بطانة، مضيفاً: “لا نستطيع النوم، أطفالنا لا يرتاحون، ومع ذلك لا أحد يتدخل ، قدمت شكايات ولم تعالج بالطريقة القانونية ، وعلت الأصوات ولكن بلا جدوى”. فمن يرخص؟ ومن يراقب؟

نعلم القانون المغربي يجيز في حالات محددة الترخيص للأشغال الليلية ، خصوصا إذا كانت مرتبطة بمشاريع حيوية أو تدخلات استعجالية ، لكن ما يجري في بعض أحياء سلا كحي السلام  يبدو بعيدا عن تلك المبررات.

فالأسئلة التي يطرحها المواطنون بسيطة ، وهي من رخص الأشغال الليلية؟ و لماذا لا يتم احترام أوقات العمل؟ وأين هي الجماعة، الباشوية، والمصالح المختصة من هذه الخروقات؟ على ما يبدو أن هناك مسؤول غائب .

ففي غياب توضيحات رسمية ، توجه أصابع الاتهام إلى عدة أطراف ، الجماعة التي تشرف على منح التراخيص ، السلطات المحلية المفروض فيها مراقبة احترام القوانين ، وحتى الوكالة الحضرية التي يفترض أن تضمن احترام التصاميم ومجال التهيئة.

و في المقابل ، يجد المواطن نفسه محاصَرا بين مطرقة أشغال لا تنتهي وسندان صمت الجهات المسؤولة، في ظل غياب قنوات تواصل فعالة أو آليات تظلم ناجعة.

ما يحدث في سلا حي السلام ليس مجرد ضجيج ليلي ؛ بل إنه نموذج لاختلال علاقة المواطن بالمرفق العام ، حين تخترق حقوقه الأساسية دون رادع ، ومع استمرار الصمت الرسمي ، تبقى السكينة العامة مجرد شعار “لا يطبق” ، في انتظار أن يتحمل كل طرف مسؤوليته القانونية والأخلاقية.

“الصورة من الورش ينتظر حلول الليل”

إرسال التعليق