اشتباكات دامية في السويداء تخلف 37 قتيلا والجيش يتدخل لضبط الأمن

رصدالمغرب / السويداء-سوريا

شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا تصعيدا خطيرا في وتيرة العنف، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين مجموعات محلية وعشائر، أسفرت عن مقتل 37 شخصا وإصابة العشرات، من بينهم 3 عناصر من الجيش السوري، وسط أجواء من التوتر والانقسام المجتمعي المتصاعد.

والاشتباكات التي اندلعت على خلفية توترات متراكمة خلال الفترة الماضية، أثارت حالة من القلق في أوساط السكان المحليين، خاصة مع تزايد حدة النزاعات الداخلية وغياب الحلول المستدامة للتوترات الأمنية والاجتماعية التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية في بيان رسمي أنها تتابع تطورات الوضع عن كثب، وأكدت دعمها الكامل لأي مبادرة تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي وحقن الدماء، كما باشرت الوزارة بنشر وحدات عسكرية في محيط المنطقة لتأمينها وضمان سلامة المدنيين، إضافة إلى فتح ممرات آمنة لتسهيل خروج العائلات العالقة في مناطق التوتر.

ومن جهتها أعلنت وزارة الداخلية السورية تدخلها المباشر لضبط الأوضاع، واتخذت إجراءات فورية لملاحقة المسؤولين عن إشعال الفتنة وإثارة الفوضى، مؤكدة أنها لن تتهاون مع أي جهة تخل بأمن واستقرار المواطنين.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه السويداء منذ سنوات حالة من الغليان نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وغياب سلطة الدولة في بعض المناطق، مما سمح بظهور مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، وزاد من حدة النزاعات الداخلية.

والمراقبون يرون أن الحلول الأمنية وحدها لن تكفي لاحتواء الأزمة، مطالبين بحوار شامل يضم ممثلين عن المجتمع المحلي والحكومة، ويأخذ بعين الاعتبار طبيعة المنطقة وحساسيتها الاجتماعية والدينية.

وتبقى الأنظار موجهة نحو الخطوات القادمة التي ستتخذها الدولة لاحتواء الموقف، وسط دعوات شعبية لوقف العنف وإعادة الحياة إلى طبيعتها، عبر حلول مستدامة تعلي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.