التعليم بسيدي إفني واقع مأزوم وغياب للحلول

التعليم بسيدي إفني واقع مأزوم وغياب للحلول
رصدالمغرب / لبنى موبسيط
يعيش قطاع التعليم بإقليم سيدي إفني واحدة من أصعب فتراته، حيث تتوالى المشاكل والاختلالات التي تجعل هذا المرفق الحيوي أبعد ما يكون عن طموحات الساكنة وانتظارات التلاميذ وأسرهم، حيث رغم الخطاب الرسمي الذي يضع التعليم في صدارة الأولويات، فإن الواقع يكشف حجم الهوة بين الشعارات وما يجري على الأرض.
من بين أبرز مظاهر الأزمة ما تعرض له تلاميذ مدرسة حليمة السعدية من إجراءات إدارية وصفت بالتعسفية، في غياب تام لإشعار أولياء أمورهم، كما أن التكوينات الموجهة لأساتذة “مدارس الريادة”، التي روج لها على أنها رافعة لتجويد التعلمات، تحولت إلى دورات ضعيفة المردودية لا تستجيب للحد الأدنى من التطلعات.
الأمر لا يقف عند حدود التكوين، بل يمتد إلى غياب بعض الأطر التربوية بشكل يثير التساؤل، حيث أستاذة تحتسب ضمن العاملين وهي تقضي الموسم الدراسي خارج الوطن، وأستاذ آخر لمادة الرياضيات بجماعة صبويا غادر وترك التلاميذ يواجهون فراغا تربويا خطيرا، دون أن يتم توفير بدائل عاجلة.
ومن جهة أخرى، يثير سلوك بعض المسؤولين أسئلة مشروعة حول الحكامة والنزاهة، إذ يسجل أن المدير الإقليمي يستعمل سيارة المصلحة الخاصة بالأطر والمفتشين كما لو كانت وسيلة تنقل شخصية، في وقت يتحدث فيه الجميع عن ضرورة ترشيد الموارد وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتظل أكبر المآسي مرتبطة بحرمان مئات التلاميذ من حقهم في الدراسة، حيث في جماعة تيوغزة، ما يزيد عن 120 تلميذا وتلميذة يوجدون خارج الفصول الدراسية بسبب غياب أسرة داخل القسم الداخلي بثانوية أيت بعمران، بينما تلاميذ فرعية أسيف العروسي لم يلتحقوا بعد بمقاعدهم لأن مدرستهم أغلقت بدعوى أنها آيلة للسقوط، دون أن تقترح لهم حلول بديلة.
هذه الوقائع لا تبدو أحداثا معزولة، بل هي صورة مكتملة عن واقع مأزوم يتسم بالفوضى وغياب المحاسبة، في إقليم يملك من الكفاءات والطاقات ما كان يمكن أن يجعله نموذجا في النهوض بالتعليم، غير أن استمرار هذه الاختلالات ينذر بمزيد من التراجع، ويترك سؤالا مفتوحا، وهو إلى متى سيظل تلاميذ سيدي إفني ضحايا سياسات مرتجلة وقرارات عشوائية؟
إرسال التعليق