
الختام الناجح للدورة السابعة عشرة من برنامج “مصالحة” بسجن سلا هي خطوات راسخة نحو إعادة الإدماج ونبذ التطرف
رصدالمغرب / عبدالصمد الشرادي
أُسدل الستار أمس الجمعة، على فعاليات الدورة السابعة عشرة من البرنامج التأهيلي “مصالحة” الذي ينفذ بالسجن المحلي بمدينة سلا، مستهدفا نزلاء قضايا التطرف والإرهاب، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج منذ انطلاقه 390 مستفيدا، في إطار جهود الدولة لإعادة تأهيل السجناء المتورطين في قضايا الفكر المتطرف ودمجهم مجددا في النسيج المجتمعي.
وقد شملت الدورة الأخيرة 26 نزيلا، خضعوا لسلسلة من الورشات التكوينية والتأطيرية التي تهدف إلى ترسيخ ثقافة التسامح، وتعزيز الوعي بحقوق الإنسان، ونبذ الفكر العنيف، مما انعكس في عروض فنية معبرة قدمها السجناء خلال الحفل الختامي، دلت على التحول الإيجابي الذي طرأ على قناعاتهم وسلوكهم.
وفي هذا السياق تم الإعلان عن بلوغ نسبة العفو الملكي في قضايا التطرف 73.88%، حيث يشمل هذا العفو تخفيض أو إسقاط العقوبات السجنية أو الغرامات، في إشارة واضحة إلى دعم الدولة لجهود المصالحة والتأهيل.
ويواصل مركز “مصالحة” توسيع نطاق برامجه، حيث أطلق خلال هذه السنة، مجموعة من المبادرات الجديدة المندرجة ضمن استراتيجيته لمكافحة التطرف داخل الفضاء السجني، من بينها برامج موجهة لفئة اليافعين من المحكومين في قضايا الإرهاب والذين لا تتجاوز أعمارهم 20 سنة، حيث بلغ عددهم 19 نزيلا، إضافة إلى برنامج “التمنيع من التطرف العنيف” الذي يستهدف 22 ألف نزيل من سجناء الحق العام عبر آلية التثقيف بالنظير.
كما تم تنظيم سلسلة محاضرات علمية لفائدة 345 نزيلا، إلى جانب “برنامج مواكبة” الذي يعنى بخريجي برنامج مصالحة الذين ما زالوا قيد الاعتقال، وعددهم 79 نزيلا، ويشمل محاور الدعم النفسي والتأهيل الديني والمصاحبة الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى الأنشطة التوعوية عبر المسرح.
ومن جهته أكد الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء ورئيس مركز “مصالحة”، أن هذه الدورة كما سابقاتها، ركزت على نشر المفاهيم الحقيقية للإسلام، وإبراز وسطيته واعتداله، ومناهضته لكل أشكال التطرف.
وفي خطوة لتعزيز انفتاحه على المجتمع، أطلق المركز مؤخرا بوابته الإلكترونية الرسمية، لتمكين العموم من تتبع أنشطته والاطلاع على مواده العلمية والتكوينية ذات الصلة بمكافحة التطرف، حيث يمثل برنامج “مصالحة” نموذجا وطنيا رائدا في مجال التأهيل السجني، يعكس التزام المغرب بمقاربة شاملة ومندمجة لمحاربة التطرف العنيف، ترتكز على التربية والحوار والمواكبة المستمرة.
إرسال التعليق