الستنتيسيون وساكنة سلا بين جدل التدبير والترحال السياسي

الستنتيسيون وساكنة سلا بين جدل التدبير والترحال السياسي
رصدالمغرب / عبدالصمد الشرادي
شهدت مدينة سلا مؤخرا حدثا بارزا بمشاركة عمدة المدينة ورئيس مجلسها الجماعي، السيد عمر الستنتيسي، في مهرجان المرأة وتدشين أحد المشاريع الرمزية بالمدينة “لابيل في سلا”، خطوة يمكن إدراجها ضمن سجل الرجل السياسي في ما يخص تدبير الشأن العام المحلي، خصوصا في ظل التحديات التي تواجه ساكنة سلا على مستويات متعددة، من بنية تحتية وخدمات اجتماعية واقتصادية.
غير أن المشهد السياسي بالمدينة لا يقتصر على العمدة وحده، إذ يظل اسم إدريس الستنتيسي حاضرا بدوره كفاعل سياسي، مع ترجيحات حول إمكانية التحاقه بالانتخابات المقبلة بأخيه، ولعل انتقاله رفقة آخرين إلى حزب الاستقلال يثير الكثير من التساؤلات حول خلفيات هذا “الترحال السياسي” الذي غالبا ما ينظر إليه من طرف الشارع بصفته بحثا عن مواقع انتخابية أكثر من كونه التزاما بخيارات فكرية أو برامجية واضحة.
شبه البعض هذا السلوك بحكاية “الذئب الذي قطع ذيله”، حيث يسعى الفاعل السياسي إلى إقناع الآخرين بتكرار التجربة ذاتها، بدعوى أنها تمنح امتيازات أو فرصا جديدة، في حين أن المواطن البسيط يرى فيها نوعا من الالتفاف على انتظاراته الحقيقية.
واليوم مع قرب نهاية الولاية الجماعية الحالية، يطرح سؤال مركزي نفسه، وهو كيف سيقنع الفاعلون السياسيون السلاويون المواطن خلال استحقاقات 2026؟ هل بالبرامج نفسها التي سرعان ما يتضح أنها مجرد شعارات انتخابية؟ أم بمشاريع ملموسة تقنع الساكنة بأن هناك فعلا تغييرا على أرض الواقع؟
التجارب السابقة أبانت أن الثقة تتآكل مع كثرة الوعود وقلة الإنجازات، حيث المواطن السلاوي الذي يعيش يوميا معضلات النقل والنظافة والأمن الحضري وفرص الشغل، ولأنه لم يعد يقنعه حضور رمزي في مهرجان أو تدشين محدود الأثر، بل ينتظر حلولا حقيقية تحسن معيشه اليومي وتعيد الاعتبار لمدينة تاريخية كبرى مثل سلا.
بين التدبير المحلي والرهانات الانتخابية المقبلة، تبقى الكرة في ملعب المنتخبين، حيث إما أن يجعلوا من الولاية الحالية نموذجا عمليا يبنى عليه مستقبل المدينة، أو أن يستمروا في الدوران داخل الحلقة المفرغة للوعود، ليجدوا أنفسهم مرة أخرى في مواجهة ناخب فقد الثقة ويصعب إقناعه ببرامج جديدة.
إرسال التعليق