
السعودية هي قلب اقتصاد الطاقة العالمي
رصد المغرب /
في عالمٍ يتغير فيه مشهد الطاقة بسرعة، تبقى المملكة العربية السعودية حجر الزاوية في اقتصاد الطاقة العالمي، فبصفتها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، تملك المملكة بعضا من أضخم الاحتياطيات النفطية المؤكدة، إلى جانب أدنى تكاليف الإنتاج على مستوى العالم، حيث هذا التفوق الجيولوجي والاقتصادي يمنحها موقعا استراتيجيا يجعل من الرياض مركز ثقل لا غنى عنه في معادلة الطاقة الدولية.
إن قيادة السعودية لتحالف “أوبك بلس”، يعد التحالف الأوسع للدول المنتجة للنفط، فهي ليست مجرد حضور رمزي، بل هي قيادة فعلية تمارس تأثيرا مباشرا في القرارات المصيرية التي ترسم ملامح السوق، وهي أيضا ليست طرفا ضمن طاولة المفاوضات، بل هي المحور الذي تبنى عليه التفاهمات وتقاس عنده التوازنات، فصوت الرياض مسموع، وخياراتها تحرك ديناميكيات العرض، وتعيد تشكيل موازين القوى الجيوسياسية، وتؤثر بعمق في تقلبات الأسعار على مستوى العالم.
ورغم التقلبات التي شهدها سوق النفط في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من انخفاض أسعار الخام، تواصل المملكة السعودية التأكيد على أن نفوذها لم يتراجع، بل على العكس، جاءت خطوتها الأخيرة في إطار تحالف أوبك+ “بزيادة إنتاجها على نحو فاق التوقعات” لتدل على أنها لا تزال المايسترو الحقيقي في هذه السيمفونية العالمية.
فالسعودية بما تملكه من أدوات تأثير ورؤية استراتيجية طويلة المدى، تبرهن مرة تلو الأخرى أنها ليست فقط في قلب اقتصاد الطاقة العالمي، بل هي من يرسم إيقاعه.
إرسال التعليق