نظمت كلية الحقوق السوسي بتاريخ 3 دجنبر 2025 ندوة بعنوان تحولات الحقل الحزبي المغربي فمنذ زمن بعيد لم تلتإم نخبة من الساسة المثقفة لتدلي بدلوها في موضوع ما احوج المجتمع المغربي لها لتقييم المشهد السياسي المغربي وقراءته وذلك برط الماضي بالحاضر في الوقت الراهن الذي يعرف العالم صعود فئة جديدة من السياسيين
لشرح وتفسير ونقد الحالة السياسية المغربية هل فعلا عرفت الاحزاب السياسية تحولات جذرية في المنهج والممارسة ؟هل هذه التحولات ايجانية ام سلبية عرفت تقدما ام تراجعا ؟ تتبعنا تدخلات جميع المتخلين واصغينا لها ولم نجد ما يشفي الغليل غلب عليها تبادل المجاملات وصل إلى حد النفاق السياسي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع النقد العقلاني في مثل هذه الندوات الذي يفترض فيها ان يغلب فيها النقد و
النقد المضاد لأن العنوان هو التحولات ودلالات اللفظ التحولات وهي الكلمة البارزة التي أعطت الرونق والأهمية للندوة لان الأصل في التحولات اما أن تسير هذه التحولات في اتجاه التكامل أو السلب أو الايجاب إو الخوض في هذه العناصر الثلاثة يحتاج من الملقي
استعمال آليات العقلانية النقدية للتجربة الحزبية المغربية انطلاقا من الحزب الذي يمثله من ثم وضع كل مرحلة في سياقها التارخي وكل مرحلة التي خضع حزبه للتحولات يجب اخضاعها للنقد العقلاني بتجرد من كل ما هو عاطفي أو تقديس الأشخاص حتى يكون هناك تقييم موضوعي وعقلاني لهذه التحولات التي طالت هذه الاحزاب لا ان يقاس التحولات وتختزل على فترة التعاقب على مركز السلطة لأن هذه القراءة سردية لتاريخ التعاقب على السلطة لا يرقى الى مستوى كنه وجوهر القراءة النقدية أو الى الاستقراء والاستنباط كل ماهو تحول تقدمي أو تراجعي في الساحةالسياسية في المغرب وهل هذا التحول في الحقل الحزبي يواكب التحولات الاحزاب العالمية ومن ثم السياسية العالمية
المجاز السياسي والواقع السياسي
ما الفرق بين المجاز والواقع السياسي في الندوة ؟ هل استطاعت الندوة ان تستجيب لمتطلبات المنتظرة منها ام هي مطلوبة لذاتها دون تحقيق التنيجة؟ وما هي الاقتراحات والمخرجات الندوة التي يمكن ان يستفيد منها الحقل السياسي المغربي لتطوير أداءها الى ماهو احسن؟
إن الذي كان منتظرا من المتدخلين في الندوة من جميع اطيافها أن تترك الخطاب السياسوية المبنية على إبراز الذاتية الحزبية الى نقد التجربة الحزبية الذي ينتمي إليه من ثمة الاعراج الى نقد وتحليل التجارب التعاقبية على السلطة حدودها ومجالها حتى تكون للمتلقي الصورة أو التصور الحقيقي بعيد عن المجازي السياسي لاخفاء الأخطاء والهفوات الحزب الذي ينتمي اليه من أجل تلميع صورة واجهة كل حزب وذلك باستعمال الصباغة والمكياج السياسي لإظهار كل حزب أنه المطلق والنموذج الذي يحتذى به في تدبير الشأن الحكومي
إن ما انتجته الندوة في مجملها هو الكلام في السياسة فحسب أعطى كل متدخل لوحة رائعة عن الحزب الذي ينتمي اليه فصوره على انه هو الخلاص من السياسة الرذيلة واذا قرأة بين سطور ما تم القاءه نجده يشير بواسطة الايماءات والايحاءات الى الباطن والظاهر والواضح والمضمر والجلي والخفي فإن رذيلة الساسة يقصد بها الخضوم ومن ثم فإن الكلام في السياسة في هذه الندوة يتعدى الصوت واللفظ الى الجمل العباري والاشاري تحمل قابلية وفاعلية للتأويل والاجتهاد في تفسير معانيه لفائدة حزبه هذا ما طبع جميع التدخلات للمشاركين في الندوة الذي مثل حزبه هذا ما جعل الكلام في التحولات السياسية في هذه الندوة يحلق في الفراغ عبارة عن الاجترار لما يتم تصريفه وطرحه في الدفاع عن توجهات حزب كل المتدخلين بل وصل ببعض المتدخليين الى نسيان أنه في ندوة علمية نقدية وليس أمام أطر حزبه في اجتماع من الاجتماعات الحزب الروتنية
إن الندوة عبارة عن المطارحات استعراضية عرضها كل ممثل الاحزاب المتدخليين لابراز فيه التنافس والصراع بينهم ويظهر ذلك من خلال تفكيك بنية الخطاب المتداول للمتدخلين في الندوة لم يعطو لمدلول مصطلح التحولات اي قيمة حقيقية افرغوه من محتواه وجعله محصور افي الخطاب الاستقواء الإشاري او الايحائي لابراز الذاتية الحزبية
إن عدم التخلص من الذاتية اللحزبية والتعصب اللانتماءالحزبي افقد الندوة موضوعيتها هذا أدى الى أنها أصبحت محفل من المحافل الاستعراض للخطاب السياسي لكل حزب وحملة انتخابية قبل اوانها، أكثر من أن تكون ندوة أساسها وهدفها تقديم النقد العقلاني لسياسة الاحزاب المغربية التي تصتدم بسياسة الاحزاب الجديدة الممثلة في الاحزاب التواصل الاجتماعي التي تزداد يوميا عن يوم بالسيطرةعلى المشهد السياسي الإجتماعي والضغط على الاحزاب الكلاسيكية جميعها التي ستصبح متجاوزة اذا لم تتدارك في أقرب وقت ذلك والتخلص عن الأنانية وتقديم بديل للوضع المتردي للخطابات السياسية زقشعبوية والمتداولة والتي توظفها جميع الاحزاب السياسية كخطاب اقناعي للمجتمع وهذا ما جعل الناس تنفر من الساسة والسياسة.
إرسال التعليق