
ترامب يطالب بوقف محاكمة نتنياهو في دعوة غير رسمية للعفو تثير الجدل في إسرائيل
رصد المغرب /
أثار منشور للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته “تروث سوشيال” جدلا واسعا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، بعدما طالب بإنهاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فورا، في خطوة وصفت بأنها تدخل غير مسبوق في الشؤون القضائية لدولة أخرى.
وقال ترامب في منشوره مساء الخميس،”لقد صدمت عندما سمعت أن دولة إسرائيل، التي شهدت للتو واحدة من أعظم لحظاتها في التاريخ، والتي يقودها بقوة بيبي نتنياهو، تواصل حملتها السخيفة ضد رئيس وزرائها في زمن الحرب العظمى!”، في إشارة إلى استمرار محاكمة نتنياهو في قضايا فساد رغم الظروف الأمنية والسياسية الحساسة التي تمر بها إسرائيل.
وفي أعقاب المنشور، كشفت مصادر في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي عن وجود اتصالات دبلوماسية غير رسمية بين مسؤولين من الطرفين الأميركي والإسرائيلي، حيث تحدثت تلك المصادر عن احتمال أن يتقدم ترامب بطلب رسمي إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لمنح عفو لنتنياهو، وهي خطوة يمكن أن تؤدي عمليا إلى إنهاء محاكمته عبر مسار دبلوماسي لا يخضع للإجراءات القضائية المتعارف عليها.
وأكد مسؤولون في الائتلاف أن الأمر لا يزال في إطار الاتصالات غير الرسمية، ولا يمثل حتى الآن تحركا قانونيا داخل إسرائيل، بحيث أن توقيت هذه التحركات، مع استئناف محاكمة نتنياهو يوم الاثنين، أثار علامات استفهام حول أهدافها السياسية وانعكاساتها على استقلالية القضاء الإسرائيلي.
وفي المقابل، عبر عدد من المسؤولين والخبراء القانونيين عن قلقهم من تبعات هذا التدخل الأميركي المحتمل، وعلى رأسهم المحامي مارك زيل، رئيس منظمة الجمهوريين في خارج – إسرائيل، الذي أكد دعمه لنتنياهو، لكنه رفض تدخل ترامب في الشأن القضائي الإسرائيلي.
وقال زيل: “إسرائيل دولة ذات سيادة، ونظامها القضائي، على الرغم من كل عيوبه، هو مسؤوليتها وحدها، فبينما يحق لرئيس الولايات المتحدة التعبير عن رأيه، يجب عليه عدم التدخل في الإجراءات القانونية الجارية في إسرائيل، حيث إن القيام بذلك قد يشكل سابقة خطيرة للغاية، وفي المقابل، يجب على إسرائيل عدم التدخل في الإجراءات القضائية الجارية في الولايات المتحدة”.
وتفتح هذه التطورات بابا واسعا للنقاش حول مدى حدود العلاقة بين الحلفاء، وخاصة عندما يتعلق الأمر باستقلالية السلطات القضائية، فبينما يرى البعض في تدخل ترامب دعما سياسيا لحليف قديم، يعتبره آخرون تهديدا لسيادة القانون ومبدأ فصل السلطات في إسرائيل، في لحظة تاريخية شديدة الحساسية داخليا وإقليميا.
إرسال التعليق