تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران رغم رسائل التهدئة طهران ترفض عرضا إسرائيليا بوقف التصعيد

آخر الأخبار

تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران رغم رسائل التهدئة طهران ترفض عرضا إسرائيليا بوقف التصعيد

رصد المغرب / عبدالله السعدي


في تطورٍ لافت على الساحة الإقليمية، كشفت مصادر دبلوماسية عن إرسال إسرائيل رسائل غير مباشرة إلى إيران تعرب فيها عن استعدادها لوقف العمليات العسكرية والتوصل إلى تهدئة، في ظل التصعيد المتزايد بين الطرفين خلال الأسابيع الماضية، ورغم ما اعتبر بادرة لخفض التوتر، جاء الرد الإيراني حازما، مؤكدا أن “الوقت ليس مناسبا للتراجع”، في إشارة إلى استمرار سياسة الردع والمواجهة.

وبحسب تقارير مسربة من أوساط دبلوماسية غربية، فقد نقلت وساطات إقليمية ودولية رسائل إسرائيلية إلى طهران تتضمن استعدادا لوقف التصعيد وفتح باب النقاش حول تهدئة طويلة الأمد، شرط توقف الهجمات الإيرانية عبر حلفاء طهران في المنطقة، خصوصا في سوريا ولبنان.

ووفقا للمصادر، فإن هذه الرسائل تأتي في ظل ضغط دولي متزايد على الحكومة الإسرائيلية لاحتواء التوتر مع إيران ومنع تحوله إلى مواجهة شاملة قد تمتد لتشمل أطرافا إقليمية أخرى.

وفي المقابل ردت القيادة الإيرانية على المقترحات الإسرائيلية برفض قاطع، معتبرة أن “الظروف الحالية لا تحتمل المساومة”، وأن طهران مصممة على مواصلة الرد على ما تعتبره اعتداءات إسرائيلية متكررة على مواقعها ومصالحها في المنطقة، حيث شددت مصادر مقربة من دوائر القرار في إيران على أن “أي تهدئة لا يمكن أن تتم من موقع ضعف”، وأن إسرائيل “عليها أن تتحمل تبعات خياراتها العسكرية”.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب سلسلة من الضربات الجوية والهجمات المتبادلة بين الجانبين، شملت استهداف مواقع عسكرية في سوريا، وتهديدات متصاعدة عبر الإعلام الرسمي وغير الرسمي، وينظر إلى ما يحدث كجزء من صراع النفوذ المستمر بين إسرائيل وإيران، خصوصا على الأراضي السورية، حيث يسعى كل طرف إلى تثبيت حضوره الاستراتيجي.

وتعكس هذه المستجدات قلقا متزايدا في الأوساط الدولية من احتمال انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة، خصوصا مع تداخل ملفات أخرى كالأزمة في غزة والتوترات على الجبهة اللبنانية، حيث تشير التحليلات إلى أن استمرار الرفض الإيراني لأي تهدئة قد يدفع إسرائيل إلى توسيع نطاق عملياتها، وهو ما ينذر بتصعيد يصعب احتواؤه لاحقا.

وفي ظل تعنت كل طرف وتصلب المواقف، يبدو أن احتمالات التهدئة لا تزال ضعيفة، وهو ما يضع المنطقة أمام مفترق طرق حرج، وبينما يراهن البعض على استمرار الوساطات لاحتواء الموقف، تشير المؤشرات الميدانية إلى أن جولة جديدة من التصعيد قد تكون أقرب من أي وقت مضى، ما لم تحدث مفاجآت دبلوماسية تعيد الأمور إلى طاولة التفاوض.

إرسال التعليق