“ثروة فوق الوطن”: مليارديرات المغرب يراكمون 45 مليار درهم وسط اقتصاد يعاني

آخر الأخبار

“ثروة فوق الوطن”: مليارديرات المغرب يراكمون 45 مليار درهم وسط اقتصاد يعاني

رصد المغرب/الحيداوي عبد الفتاح 

في بلدٍ تتسع فيه هوة الفقر وتتقلص فيه فرص العيش الكريم، تكشف مجلة “فوربس” الأمريكية عن مشهد موازٍ تمامًا: ثلاثة مغاربة فقط يملكون مجتمعين ما يفوق 45 مليار درهم (4.7 مليار دولار).

أرقام صادمة في مغرب 2025، حيث تستمر الأزمة الاقتصادية في قضم القدرة الشرائية للمواطن العادي، فيما يزداد الأغنياء ثراءً غير مسبوق.

عثمان بنجلون: رجل البنوك الذي لا يخسر

في صدارة القائمة، يقف عثمان بنجلون، مالك “بنك إفريقيا”، بثروة بلغت 1.6 مليار دولار (حوالي 15.37 مليار درهم)، مسجلاً زيادة قدرها مليارَي درهم خلال عام واحد فقط.

في اقتصاد لا ينمو بالسرعة ذاتها، تطرح هذه الزيادة تساؤلات حارقة: هل نعيش اقتصادًا يخدم رأس المال فقط؟

المرتبة الثانية يشغلها أنس الصفريوي، قطب العقارات ومالك مجموعة “الضحى”، بثروة مماثلة لتلك التي يملكها بنجلون.

رغم الركود العقاري، يظل الصفريوي راسخاً في نادي النخبة، ما يعيد النقاش حول علاقة المال بالامتيازات، وهل تنجح المشاريع الكبرى بفضل الكفاءة أم القرب من مراكز القرار؟

في المرتبة الثالثة، يظهر اسم عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ومالك “أكوا غروب”، بثروة قدرها 1.5 مليار دولار (14.41 مليار درهم).

المفارقة هنا ليست فقط في الثروة، بل في ازدواجية الأدوار: هل يمكن أن يكون المرء صانع قرار سياسي ومستفيدًا اقتصاديًا في آن واحد؟ ثروته انخفضت بنحو 2 مليار درهم، لكن نفوذه السياسي لم يهتز.

على مستوى العالم، لا يختلف المشهد كثيرًا.

فإيلون ماسك يتربع على عرش الأغنياء بثروة تصل إلى 342 مليار دولار، بينما قفزت ثروة دونالد ترامب إلى 5.1 مليار دولار، ما أهّله للمرتبة 700.

ويشهد العالم طفرة في عدد المليارديرات، إذ بلغ عددهم 3028، بزيادة 247 شخصًا عن العام الماضي، وبثروة جماعية تعادل 16.1 تريليون دولار.

تعتمد المجلة على أسعار الأسهم والعملات بتاريخ 7 مارس 2025، لكن حتى مع دقة الحسابات، تبقى هناك فجوة هائلة بين ما يُكتب في التقارير وما يُعاش في الواقع.

فالمليارديرات يُقيَّمون كأفراد، لا كجزء من منظومات اقتصادية تقود مصير الشعوب.

في مغرب 2025، تبدو الثروة وكأنها تذكرة عبور نحو السلطة، والسلطة بابًا نحو مزيد من الثراء.

وبينما تستمر الحكومات في الترويج لخطابات “التنمية” و”العدالة الاجتماعية”، يتأكد يومًا بعد آخر أن الثروة لم تعد تُوزَّع… بل تُحتكر.

إرسال التعليق