
دول أوربية تخطو خطوة نحو تعزيز العلاقات مع المسافرين الأفارقة بإصدار تأشيرة شنغن متعددة الدخول لمدة خمس سنوات
رصد المغرب / سالم الطنجاوي
في خطوة لافتة تعكس تغيرا استراتيجيا في سياسة التأشيرات الأوروبية، أعلنت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وبلجيكا عن تقديم تأشيرة شنغن متعددة الدخول لمدة خمس سنوات للمسافرين من دول أفريقية مثل نيجيريا وغانا وغيرها، حيث يعد هذا القرار تطورا هاما نحو تعزيز الانفتاح الأوروبي على القارة الإفريقية وتيسير حركة الأفراد بين القارتين.
وتمنح هذه التأشيرة طويلة الأمد حاملها القدرة على السفر بحرية إلى جميع دول منطقة شنغن الـ29 عدة مرات خلال فترة خمس سنوات، دون الحاجة إلى التقدم المتكرر بطلبات تأشيرة جديدة، حيث تستهدف هذه المبادرة بشكل خاص المسافرين الدائمين، مثل رجال الأعمال والأكاديميين والمهنيين والباحثين وغيرهم ممن تربطهم علاقات مهنية أو شخصية منتظمة بدول الاتحاد الأوروبي.
وتوفر التأشيرة متعددة الدخول مزايا كبيرة من حيث المرونة وتقليل البيروقراطية، حيث تتيح للمسافرين جدولة زياراتهم دون الحاجة إلى الانتظار الطويل أو الخضوع المتكرر لإجراءات الحصول على التأشيرة، بحيث ينظر إلى هذه الخطوة على أنها اعتراف أوروبي بأهمية تعزيز الروابط التجارية والثقافية والإنسانية مع القارة الإفريقية.
ويتماشى هذا التوجه مع سياسات أوروبية أوسع تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والتنقل المتوازن بين أوروبا وأفريقيا، كما يسهم في تسهيل حضور الأفارقة في المنتديات الدولية والفعاليات الأكاديمية والمشاريع الاستثمارية، مما يدعم النمو المشترك والتفاهم المتبادل بين الشعوب.
وبالنسبة للكثير من المواطنين في دول غرب أفريقيا تحديدا، يمثل هذا النوع من التأشيرات فرصة ثمينة لاستكشاف أوروبا بصورة منتظمة، دون عناء التقديم المتكرر أو التقيد بتأشيرات قصيرة الأمد، كما يعزز من ثقة المسافرين في انفتاح أوروبا على التنقل العادل والمنظم.
ويمثل قرار منح تأشيرة شنغن متعددة الدخول لمدة خمس سنوات خطوة إيجابية نحو تيسير التنقل الدولي وتوسيع آفاق التعاون بين أوروبا وأفريقيا، حيث مع تنفيذ هذا الإجراء، تفتح الدول الأوروبية المعنية آفاقا جديدة أمام المسافرين الأفارقة، وتؤسس لنموذج شراكة حديث يقوم على الاحترام المتبادل وتسهيل التبادل البشري والثقافي والاقتصادي.
إرسال التعليق