زيارة تاريخية لجاكوب زوما إلى الرباط تعكس تحولا في الموقف الجنوب إفريقي من قضية الصحراء المغربية

زيارة تاريخية لجاكوب زوما إلى الرباط تعكس تحولا في الموقف الجنوب إفريقي من قضية الصحراء المغربية
رصدالمغرب / الرباط
في خطوة وصفت بأنها تحمل دلالات استراتيجية كبرى، استقبلت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم أمس بالعاصمة الرباط، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، جاكوب زوما، في أول زيارة رسمية له إلى مقر الوزارة، حيث الزيارة تأتي لتسلط الضوء على تحولات ملحوظة في مواقف بعض الفاعلين السياسيين داخل جنوب إفريقيا إزاء ملف الصحراء المغربية.
جاكوب زوما، الذي يتزعم منذ عام 2024 حزب Umkhonto we Sizwe (رمح الأمة)، كان لافتا في الآونة الأخيرة بتبنيه مواقف غير مسبوقة داخل المشهد السياسي الجنوب إفريقي، خصوصا فيما يتعلق بمسألة الصحراء، حيث الحزب الذي يستلهم مرجعيته من نضالات حركة التحرير بقيادة نيلسون مانديلا، أعلن صراحة دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة المغربية، معتبرا إياها “الحل الجدي والواقعي الوحيد لتسوية النزاع الإقليمي”.
وقد تضمن البيان السياسي الأخير للحزب وثيقة معنونة بـ”شراكة استراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية والتحرر الاقتصادي والسلامة الترابية”، شددت على أن المغرب شريك أساسي في مسار بناء قارة موحدة وآمنة، منتقدا في الوقت ذاته استمرار بعض التوجهات الرسمية في جنوب إفريقيا بدعم أطروحات الانفصال، التي وصفها بأنها تعيق مسارات التنمية وتغذي الانقسامات داخل القارة.
ويرى مراقبون أن صعود حزب زوما بقوة إلى واجهة السياسة الجنوب إفريقية، ومواقفه المعلنة اتجاه قضية الصحراء، يفتحان الباب أمام مراجعة عميقة للسياسة الخارجية لجوهانسبورغ، والتي لطالما تبنت موقفا متحفظا من الوحدة الترابية للمغرب. بحيث في نفس السياق، دعا الحزب الجديد إلى تبني مقاربة أكثر واقعية، تقوم على الشجاعة السياسية والانفتاح على المغرب كحليف استراتيجي قادر على الإسهام في الأمن والاستقرار والتنمية بالقارة.
وأكد بيان الحزب أن دعم المغرب في الحفاظ على وحدته الترابية لا ينبغي أن يفهم فقط ضمن اعتبارات السيادة، بل باعتباره خيارا استراتيجيا يراهن على قارة مستقرة ومتكاملة، تقوم على التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة.
زيارة زوما إلى الرباط ليست فقط تعبيرا عن تحول في النبرة السياسية اتجاه المغرب، بل قد تمثل بداية لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، تتأسس على قاعدة المصالح المشتركة والتفاهم المتبادل، بما يعزز دينامية التعاون جنوب-جنوب، ويكرس رؤى جديدة للاندماج الإفريقي في زمن التحديات المشتركة.
إرسال التعليق