شبهات تزوير وتكتم إداري على ملف دبلوم مشبوه يورط برلمانيا ويفضح صمت عمدة سلا

رصدالمغرب / عبدالصمدالشرادي

يعيش مجلس مدينة سلا على وقع جدل متصاعد بعد توالي المطالب بالكشف عن حقيقة دبلوم تقني يشتبه في تزويره من طرف أحد موظفي الجماعة، والذي بات اليوم برلمانيا، حيث الملف الذي تفجر خلال دورات سابقة من المجلس، ما زال يراوح مكانه وسط ما يصفه منتخبون بـ”جدار من الصمت” فرضه عمدة المدينة، عمر السنتيسي، رغم الدعوات المتكررة لفتح تحقيق إداري شفاف.

وتعود تفاصيل القضية إلى استفادة الموظف المعني، المنتمي إلى حزب ضمن الأغلبية الحكومية، من ترقية إدارية قيل إنها تمت بناءا على دبلوم تقني غير قانوني، قبل أن يتحول لاحقا إلى ما يعرف بـ”الموظف الشبح” بمقاطعة احصين، التي يرأسها محمد بنعطية عضو حزب الأصالة والمعاصرة.

والرئيس السابق لفريق مستشاري حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس الرباط، سعيد التونارتي، أعاد إحياء الملف عبر سلسلة من التدوينات، أثار فيها ليس فقط قضية الدبلوم، بل أيضا شبهات مالية مرتبطة بتنظيم مهرجان “التبوريدة”، الذي أشرف عليه البرلماني بصفته رئيسا لإحدى المقاطعات.

والتونارتي طالب أيضا في أكثر من مناسبة، بفتح تحقيق نزيه في الملف، محذرا من محاولات طيه رغم ما يحمله من شبهة فساد واستغلال للنفوذ، حيث في السياق ذاته، سبق للمستشار الجماعي عبد اللطيف السودو أن أثار القضية بشكل مباشر خلال اجتماع رسمي، مؤكدا أن الموضوع طرح داخل لجنة المالية، وطلب من المدير العام للمصالح تقديم توضيحات بشأن الدبلوم المشبوه.

ورغم هذا الضغط السياسي داخل المجلس، لا يزال موقف عمدة سلا يثير استغراب المتابعين، خاصة بعد تجاهله طلبا رسميا تقدم به مستشارو حزب العدالة والتنمية لإجراء افتحاص إداري حول الوثيقة موضع الشكوك، لأن السودو علق على الأمر قائلا: “نحن لا نناقش صفة المعني كبرلماني، بل كموظف ترقى اعتمادا على وثيقة قد تكون مزورة، ولا يزال من الناحية القانونية يحق له العودة إلى منصبه”.

وهناك مصادر إعلامية متطابقة كشفت أن الملف يواجه ضغوطا متعددة للحيلولة دون التحقيق فيه، وسط تساؤلات مشروعة حول مدى التزام الجهات الوصية بمحاربة التزوير والفساد الإداري، خصوصا في مؤسسات يفترض أن تكون نموذجا في الشفافية والمساءلة.

ويبقى السؤال المطروح هو هل سيتحرك القضاء لفتح هذا الملف الذي بدأ يأخذ طابعا سياسيا وإداريا شائكا؟، أم أن جدار الصمت سيظل يعلو على مطالب الشفافية والإنصاف؟