
صفعة جديدة للجزائر والبوليساريو من إسبانيا
رصد المغرب /
في تطور سياسي لافت، وجه الحزب الاشتراكي الإسباني، بقيادة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، صفعة جديدة لجبهة البوليساريو وحليفها الإقليمي الجزائر، بعدما عرقل مشروع قانون تقدم به ائتلاف “سومار” اليساري يهدف إلى منح الجنسية الإسبانية للصحراويين المولودين خلال فترة الاستعمار الإسباني للصحراء المغربية.
هذا المقترح الذي كان ينتظر المصادقة البرلمانية، نص على منح الجنسية الإسبانية لكل من ولد في الإقليم قبل تاريخ 26 فبراير 1976، وهو اليوم الذي انسحبت فيه إسبانيا رسميا من الصحراء المغربية، غير أن مشروع القانون اشترط توفر وثائق صادرة عن جبهة البوليساريو كإثبات للهوية، وهو ما رفضه الاشتراكيون بشكل قاطع.
وأكد الحزب الاشتراكي في موقفه أن “جبهة البوليساريو جهة غير معترف بها رسميا من قبل الدولة الإسبانية”، مضيفا أنه “لا حاجة لوجودها كمصدر تصديق رسمي في قضايا الجنسية أو التوثيق”، ما اعتبر بمثابة ضربة قوية لشرعية الجبهة داخل التراب الإسباني، وانعكاسا لموقف مدريد المتشدد اتجاه أي محاولة لشرعنة الكيان الانفصالي في المؤسسات الرسمية.
ويعد هذا القرار امتدادا لمواقف سابقة أظهرت تقاربا متزايدا بين مدريد والرباط، خاصة منذ إعلان سانشيز دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي لقضية الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي أثار استياءا كبيرا في الجزائر ودوائر البوليساريو.
والجدير بالذكر أن مشروع “سومار” استثنى تلقائيا حاملي الوثائق المغربية، لكنه اشترط وثائق صادرة من البوليساريو، وهو ما قاد الاشتراكيين إلى نسف المقترح برمته، معتبرين أن المرجعية القانونية الوحيدة التي يجب اعتمادها هي سجلات إسبانيا الرسمية قبل الانسحاب من الإقليم.
يأتي هذا القرار السياسي الإسباني ليعزز موقف المغرب على الساحة الدولية، ويضعف مناورات البوليساريو في الحصول على اعترافات رسمية بدورها “الدبلوماسي” أو “التمثيلي” في أوروبا.
إرسال التعليق