فاس تغرق في الفوضى بين أكوام النفايات ومحاباة المقربين
فاس تغرق في الفوضى بين أكوام النفايات ومحاباة المقربين
رصدالمغرب / عبدالعالي بريك
نداء عاجل إلى الوالي خالد آيت الطالب لفتح تحقيق شامل وإنقاذ العاصمة العلمية من العبث التدبيري، حيث بعد تصفحي لعدة مجموعات على منصّات واتساب وميسنجر الخاصة بمدينة فاس، التقطت عدة إشارات وانتقادات حادة موجهة إلى المجلس الجماعي، وخصوصا إلى رئيسه العمدة عبد السلام البقالي، الذي أصبح محور نقاش واسع بين النشطاء والمتابعين المحليين.
وقد توصلت بدوري، بعدة مراسلات من مواطنين وفاعلين جمعويين يعبرون فيها عن استيائهم العميق من تدهور الوضع العام بالمدينة، ويطالبون بتدخل عاجل من ولاية جهة فاس مكناس لفتح تحقيق شامل حول مختلف الاختلالات التي تعرفها العاصمة العلمية.

في وقت كانت فيه ساكنة فاس تنتظر مرحلة جديدة من الإصلاح والنهوض بعد سنوات من الركود، وجدت نفسها اليوم أمام واقع محبط عنوانه تردي الخدمات الجماعية، وتفاقم النفايات، وتسييس المنافع العامة.

فالعاصمة العلمية التي كانت رمزا للنظافة والنظام، تحولت إلى مدينة مثقلة بالأزبال، والقرارات المرتجلة، والمحاباة المكشوفة، لتطرح أسئلة حارقة حول غياب الحكامة والمساءلة داخل المجلس الجماعي الحالي، حيث أكوام الأزبال تحاصر الأحياء، ودفتر التحملات في مهب الريح.
تشهد مدينة فاس في الأسابيع الأخيرة تدهورا غير مسبوق في قطاع النظافة، حيث غزت النفايات أحياء المدينة وأزقتها، وتحولت بعض المساحات إلى مطارح عشوائية تنبعث منها روائح خانقة ودخان كثيف ناتج عن حرق الأزبال في الهواء الطلق، وهذا المشهد المخزي يأتي في خرق واضح لدفتر التحملات الموقع بين جماعة فاس والشركتين المفوض لهما تدبير النفايات في الشطرين الشمالي والجنوبي من المدينة.
ورغم الشكايات اليومية التي تتقاطر على مصالح الجماعة، فإن العمدة عبد السلام البقالي وفريقه يلتزمون الصمت، وكأن المدينة ليست سوى هامش في دفتر اهتماماتهم، حيث المؤسف أن هذا الصمت يقابل بمعاناة متزايدة للسكان، خصوصا الأطفال والمرضى والمسنين، الذين أصبحوا عرضة لمخاطر الاختناق وأمراض الجهاز التنفسي بسبب انبعاث الدخان السام.
وهناك فضيحة العمال العرضيين، ما يسمى بطائق الإنعاش، تتحول إلى مكافأة سياسية، حيث في الوقت الذي تنتظر فيه الفئات الهشة دعما يعينها على مواجهة ضيق العيش، يطفو على السطح ملف العمال العرضيين الذي أصبح مثالا صارخا للزبونية واستغلال النفوذ.
فبدل أن تمنح بطائق الإنعاش الوطني للمحتاجين وذوي الإعاقات والعاطلين الحقيقيين، توزع على محظوظين مقربين من حزب العمدة، بعضهم لا يزاول أي عمل فعلي، ويكتفي بتلميع صورة المجلس أو مهاجمة معارضيه على مواقع التواصل الاجتماعي، هكذا تستغل موارد الدولة في شراء الولاءات السياسية بدل دعم الفئات المستضعفة، في تجاوز خطير لأخلاقيات المسؤولية العمومية.
وسط هذا المشهد المقلق، تتجه أنظار ساكنة فاس إلى الوالي الجديد السيد خالد آيت الطالب، الذي يعرف جيدا خبايا المدينة وسلوك فاعليها السياسيين، بحكم تجربته السابقة كمدير عام للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، حيث الساكنة ترى فيه رجل المرحلة القادر على إعادة الانضباط وتفعيل المساءلة، خاصة وأن الوضع الراهن لم يعد يحتمل.
المواطنون يطالبون بفتح تحقيق عاجل وشامل في كل ملفات المجلس الجماعي، بدءا من تدبير قطاع النظافة وصولا إلى ملف العمال العرضيين ومصير ميزانيات الإنعاش الوطني، حيث في رسالة مفتوحة إلى السيد الوالي خالد آيت الطالب جاء فيها ما يلي:
سيدي الوالي المحترم،
فاس اليوم تناديكم بلسان ساكنتها التي أرهقها الإهمال وسوء التدبير.
أحياء المدينة تختنق بالدخان، وكرامة المواطن تُهان أمام تلاعب المصالح والامتيازات.
نثق في حكمتكم وصرامتكم، ونعلم أنكم أدرى من غيركم بما يدور خلف الكواليس السياسية والإدارية في فاس.
لذلك، فإن الأمل معقود عليكم لفتح ملفات الفساد دون تردد، ومحاسبة كل من خان الأمانة أو استغل المنصب لخدمة مصالحه الخاصة.
ففاس لم تعد تحتمل الانتظار، وقد آن الأوان لتستعيد مكانتها التاريخية والعلمية تحت إشرافكم العادل والحازم.
إرسال التعليق