فيديو صادم من الدار البيضاء يعيد النقاش إلى الواجهة حول مقابر المغرب بين الإهمال وغياب المسؤولية

فيديو صادم من الدار البيضاء يعيد النقاش إلى الواجهة حول مقابر المغرب بين الإهمال وغياب المسؤولية
رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي
لم يمض سوى يوم واحد ساعات قليلة على مقالنا حول وضعية المقابر في المغرب وضرورة صيانتها واحترام حرمة الموتى، حتى فجر مقطع فيديو جديد موجة استياء واسعة، حيث وثق أحد المواطنين بمدينة الدار البيضاء مشهدا صادما بمقبرة درب السلطان، حيث ظهر مهاجر وهو يستحم فوق قبور المسلمين، في مشهد اعتبره الكثيرون انتهاكا صارخا لحرمة الأموات.
هذا الفيديو أعاد إلى الأذهان ما أثير مرارا حول الحالة المتردية التي تعيشها العديد من مقابر المملكة، والتي تعاني من الإهمال، وانتشار مظاهر التسيب، وتحول بعضها إلى فضاءات مفتوحة للعبث والتجاوزات، في غياب مراقبة فعلية أو مبادرات إصلاح جادة.
ورغم الأصوات المتكررة التي تدعو إلى تخصيص برامج دائمة لصيانة المقابر وإحاطتها بالعناية اللازمة، إلا أن الواقع يكشف أن هذه الدعوات غالبا ما تظل حبيسة المناسبات الدينية أو الحملات المؤقتة، حيث في الوقت الراهن، يبدو أن الملف غائب تماما عن أجندة المسؤولين، في ظل انشغال الساحة السياسية بالتحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وما يرافقها من صراعات حزبية داخلية وتبادل للاتهامات.
المشهد الذي صوره فيديو درب السلطان ليس سوى حلقة من سلسلة طويلة تعكس واقعا يحتاج إلى معالجة عاجلة، لأن المقابر التي تمثل ذاكرة جماعية وروحانية للمجتمع، لم تعد تحظى بالاحترام والاهتمام الكافي، الأمر الذي يطرح بإلحاح سؤال المسؤولية، وهو من يتولى حماية حرمة الأموات وصيانة هذه الفضاءات؟
حتى ذلك الحين ستظل المقابر شاهدة على غياب سياسة واضحة تحافظ على قدسيتها، وتضمن للموتى ما يستحقونه من طمأنينة، بعيدا عن مظاهر الإهمال والعبث.
إرسال التعليق