قاذفة القنابل الأمريكية الشبحية B-2 سلاح تفوق استراتيجي باهظ الثمن

آخر الأخبار

قاذفة القنابل الأمريكية الشبحية B-2 سلاح تفوق استراتيجي باهظ الثمن

رصد المغرب /


تُعد قاذفة القنابل الشبحية الأمريكية B-2 Spirit إحدى أكثر الطائرات الحربية تطورا وتعقيدا في العالم، وهي تمثل ذروة ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية الأمريكية في مجال التخفي والضربات بعيدة المدى، حيث لعبت هذه القاذفة دورا بارزا في عدد من العمليات العسكرية الحساسة، وكان لها حضور فعال في استعراض القوة الأمريكية أمام المواقع النووية الإيرانية لأنها أثبتت فعاليتها من حيث الدقة والتخفي والقدرة التدميرية.

ومن حث هذا التفوق التقني والقدرات الإستثنائية، فإن الـ B-2 تمتاز بقدرتها على حمل حمولات ضخمة من الذخائر التقليدية والنووية، إلى جانب تقنيتها الفائقة في التخفي عن الرادارات، وهو ما يسمح لها بتنفيذ ضربات دقيقة وعميقة في عمق أراضي العدو دون اكتشافها، بحيث تعد دقة إصابتها وقدرتها على اختراق أكثر أنظمة الدفاع تعقيدا جزءا أساسيا من استراتيجيات الردع الأمريكية.

ولكن امتلاك هذه القوة الاستراتيجية لا يأتي بثمن زهيد، فتكلفة إنتاج قاذفة B-2 واحدة تصل إلى نحو ملياري دولار، وهو ما يجعلها واحدة من أغلى الطائرات العسكرية في التاريخ، بحيث لا تقتصر التكاليف العالية على التصنيع فحسب، بل تمتد إلى الصيانة والتشغيل، فهذه الطائرة تحتاج إلى حظائر مكيّفة خصيصا لتخزينها، نظرا للطبيعة الحساسة للمواد التي تغطّي هيكلها الخارجي، والتي تساهم في تقنيتها الشبحية.

وعند تنفيذ أي مهمة قتالية، لا تطير الـ B-2 بمفردها، فهي ترافق دائما بأربع طائرات على الأقل لتوفير الحماية والدعم اللوجستي، بالإضافة إلى طائرة صهريج لتزويدها بالوقود جوا، ما يضخم تكلفة أي مهمة إلى مستويات فلكية، حيث في بعض التقديرات، قد تعادل تكلفة مهمة واحدة الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول الصغيرة، لذلك فهي سلاح لا يقدّر بثمن ولا يُتاح للجميع.

وفي نهاية المطاف، تمثل الـ B-2 Spirit أكثر من مجرد طائرة؛ إنها رمز للتفوق التكنولوجي والاستراتيجي الأمريكي، وسلاح ردع لا يضاهى، ولكنها في الوقت نفسه، تذكير صارخ بأن القوة العسكرية الحقيقية تأتي بتكلفة هائلة، ليس فقط ماديا، بل أيضا في متطلبات التشغيل والبنية التحتية والدعم اللوجستي، وهو ما يعني بعبارة أخرى، بأن لا تفكر في امتلاك واحدة إلا إذا كنت دولة عظمى.

إرسال التعليق