
مالي تحبط هجمات إرهابية منسقة وتوجه ضربة قاصمة لـ”نصرة الإسلام والمسلمين”
رصد المغرب / عبد الله السعدي
في واحدة من أكثر العمليات العسكرية حسما خلال السنوات الأخيرة، تمكنت القوات المسلحة المالية، صباح الثلاثاء 1 يوليو، من التصدي لهجوم إرهابي واسع النطاق استهدف مناطق حدودية حساسة قرب الحدود مع موريتانيا، وأسفر عن مقتل أكثر من 100 عنصر إرهابي، واعتقال عدد كبير من المنفذين، إضافة إلى مصادرة كمية ضخمة من الأسلحة والمعدات الحربية.
هذا الهجوم الذي نفذته جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، استهدف بالتزامن بلدات نيونو ومولودو وسانداري ونيورو دو الساحل وديبولي وغوغي وكاي، حيث تشير المعطيات الأمنية إلى أن الهدف من العملية كان إحداث حالة من الفوضى الأمنية وإضعاف التواجد العسكري في هذه المناطق التي تعد بوابة استراتيجية على الجهة الغربية من البلاد.
لكن القوات المسلحة المالية كانت في الموعد، حيث أحبطت الهجمات بفضل تحركات استخباراتية دقيقة واستجابة ميدانية عالية السرعة، حيث قامت وحدات من المشاة والمدرعات، مدعومة بطائرات مسيرة وإسناد جوي مباشر، بعملية تطويق محكمة أفضت إلى القضاء على المهاجمين وحرمانهم من أي فرصة للفرار.
أحد الضباط المشاركين في العمليات صرح بأن “القوات باغتت الإرهابيين كما خططوا هم للمباغتة، ولقد واجهوا جيشا جديدا مختلفا في الاستعداد والتكتيك، بحيث لم نترك لهم هامشا للمناورة أو الهروب.”
وهذه النتائج الميدانية كانت لافتة، حيث عشرات الجثث الإرهابية في الشوارع، ومصادرة معدات قتالية ضخمة شملت سيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة، ودراجات نارية وبنادق آلية وطائرات مسيرة، وأيضا أجهزة اتصالات متطورة إلى جانب قذائف هاون وذخائر متنوعة.
كما أظهرت صور تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لآليات محترقة، وجثث للمهاجمين وأسلحة مصادرة، ولأنه في سابقة نادرة، شارك بعض المدنيين في ملاحقة الفارين، حيث تمكن عدد من السكان المحليين من القبض على إرهابيين مصابين، ما يعكس تلاحما متزايدا بين الأهالي والقوات الأمنية.
واعتبر محللون أن هذه العملية تمثل تحولا استراتيجيا في التعاطي مع التهديدات الإرهابية، إذ لم يكتف الجيش بالدفاع عن المواقع المستهدفة، بل نفذ هجوما مضادا أنهى وجود الجماعة المسلحة بالكامل في المنطقة.
والمشهد في كاي والمناطق المجاورة كان لافتا أيضا، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع دعما للجيش، مرددين هتافات التأييد وحاملين الأعلام الوطنية، في تعبير واضح عن التفاف شعبي واسع حول القوات المسلحة.
إن الهجمات الأخيرة التي طالت مراكز إدارية وعسكرية، كشفت عن نوايا واضحة لدى الجماعات المتطرفة لضرب استقرار البلاد من الأطراف، إلا أن رد الجيش المالي بحسب بيان القيادة العامة، “كان حاسما، والوضع الآن تحت السيطرة، مع استمرار عمليات التمشيط لتعزيز الأمن ومنع أي تسلل جديد”.
وتعد هذه العملية علامة فارقة في الحرب ضد الإرهاب في مالي، ليس فقط لحجمها ونتائجها، بل أيضا لما عكسته من نضج استخباراتي وتكتيكي، وقدرة ميدانية متطورة تبعث برسالة واضحة مفادها أن زمن المفاجآت الإرهابية قد ولى.
إرسال التعليق