
نفوق دلافين بسواحل أكادير يثير القلق حول التلوث البحري والتغيرات المناخية
رصد المغرب / أكادير
شهدت سواحل مدينة أكادير وضواحيها في الأيام الأخيرة ظاهرة مقلقة تمثلت في نفوق عدد من الدلافين في ظروف غامضة، حيث تم العثور على ثلاث منها في نقاط متفرقة بشاطئ المدينة، إلى جانب حالتين أخريين تم تسجيلهما بشاطئ تغازوت المجاور، حيث أثارت هذه الحوادث اهتمام المواطنين والناشطين البيئيين، وطرحت تساؤلات حول الأسباب المحتملة وراء هذا النفوق المفاجئ.
وفي هذا السياق، صرح عثمان أبلاغ، رئيس جمعية محبي البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة، أن المؤشرات الأولية ترجح ارتباط هذه الظاهرة بالتلوث البحري والتغيرات المناخية، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة الذي تعرفه مختلف مناطق المملكة خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح أبلاغ أن الدلافين، باعتبارها من الثدييات البحرية الحساسة، تعتمد بشكل أساسي على التنفس من خلال الصعود إلى سطح الماء، ما يجعلها عرضة للتأثر المباشر بأي ملوثات تطفو على السطح، من زيوت أو مواد سامة، والتي يمكن أن تسبب لها اختناقات أو مضاعفات تؤدي إلى الوفاة.
وأيضا نبه رئيس الجمعية إلى ضرورة تجنب ملامسة الدلافين الميتة عند العثور عليها، خاصة إذا كانت في مرحلة متقدمة من التحلل، نظرا لما قد تحمله من مواد سامة، داعيا مرتادي الشواطئ إلى إبلاغ السلطات المختصة على الفور لضمان التدخل السريع واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتعكس هذه الظاهرة المتكررة تحديات بيئية متزايدة تواجه الحياة البحرية على السواحل المغربية، ما يستدعي تفعيل آليات المراقبة، وتعزيز جهود التوعية، والقيام بإجراءات ملموسة لمكافحة التلوث وحماية التنوع البيولوجي البحري.
ويشار إلى أن جمعية محبي البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة تواصل رصد وتتبع حالات نفوق الثدييات البحرية بجهة سوس ماسة، وذلك بالتنسيق مع جمعيات بيئية وطنية، وبتعاون مستمر مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، المسؤول عن متابعة وضعية هذه الكائنات على المستوى الوطني.
إرسال التعليق