هجوم مدروس أم مسرحية سياسية؟ التساؤلات تتزايد حول الضربات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة

آخر الأخبار

هجوم مدروس أم مسرحية سياسية؟ التساؤلات تتزايد حول الضربات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة

رصد المغرب / عبدالكبير بلفساحي


تتصاعد علامات الاستفهام حول طبيعة الضربات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، خاصة عقب الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الأميركية في قطر، ففي حين تشير بعض التقارير إلى تصعيد عسكري واضح، فإن المعطيات المتداولة عبر وكالات الأنباء الدولية والجهات الرسمية تكشف عن تنسيق مريب وتحركات محسوبة بعناية بين الأطراف المنخرطة.

فكالة “رويترز” نقلت عن مصادر مطلعة أن الهجوم الإيراني كان متفقا عليه، وهو ما يثير تساؤلات حول جدية المواجهة، وحيث صحيفة “نيويورك تايمز” فقد ذهبت أبعد من ذلك، مشيرة إلى أن طهران نسقت العملية مع مسؤولين قطريين، بل وقدمت إشعارا مسبقا قبل التنفيذ.

وفي السياق ذاته، أفادت القناة “12 الإسرائيلية” بأن مسؤولا إسرائيليا أكد وجود تنسيق مباشر بين إيران وقطر بشأن الهجوم، في تطور غير مسبوق في مسار الصراع الإقليمي، حيث هذه الروايات مجتمعة تضع مشهد الضربة الإيرانية في إطار غير تقليدي، يوحي بأن ما يجري يتجاوز مجرد رد عسكري على تهديد أو عدوان.

ومن جانبها، نقلت مصادر إيرانية أن الهجوم كان “رمزيا”، وأن طهران أخلت منشآتها النووية قبيل الضربة الأميركية التي سبق وأُبلغت بها عبر قنوات خلفية، واللافت أيضا أن القوات الأميركية أخلت بدورها قواعد رئيسية قبل الرد الإيراني، ما يشير إلى وجود تفاهم مسبق  (ولو ضمني) بشأن التوقيت والمواقع المستهدفة.

وكل هذه التفاصيل تدفع بالمراقبين إلى طرح تساؤل محوري، فهل نحن أمام مواجهة عسكرية حقيقية أم مسرحية مدروسة الأدوار؟، ومن ينسّق مع مَن؟، ولماذا يتم تبادل الضربات ضمن إطار محدود، يجنب وقوع خسائر بشرية كبرى أو تصعيد شامل؟

وثمة من يرى أن هذه الضربات المتبادلة، وإن كانت تبدو عدائية على السطح، إلا أنها تحمل في طياتها رسائل سياسية أكثر منها عسكرية، حيث كل طرف يظهر قوة ردعه أمام جمهوره الداخلي، دون الانزلاق إلى حرب شاملة، في تكرار لنموذج “الرد المحسوب” الذي بات سمة بارزة في صراعات المنطقة.

وفي المحصلة، ما يجري يعكس تحول الحروب في الشرق الأوسط إلى أدوات ضغط دبلوماسي واستعراض مدروس للقوة، ليبقى السؤال الأهم هو هل ستبقى هذه المعادلة مضبوطة بهذا الشكل؟، أم أن خطأ واحدا قد يشعل فتيل تصعيد لا يمكن احتواؤه؟

إرسال التعليق