والي الرباط: التنمية ليست ساحة للمطالب الشخصية ولا مجال فيها للعدمية

رصد المغرب/ امينة علمي 

وجّه والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، محمد اليعقوبي، رسائل قوية خلال اللقاء التشاوري الخاص بعمالة الرباط حول إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، الذي انعقد صباح الأربعاء بالقاعة الكبرى للعاصمة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تقتضي تضافر الجهود والانصات للمواطنين بروح تشاركية مسؤولة.
وأوضح الوالي في كلمته أن الغاية من هذا اللقاء تكمن في ترسيخ الانسجام والتشارك، مشدداً على أن الوقت قد حان للانتقال إلى “مرحلة جديدة” من التخطيط التنموي تعتمد على الإصغاء والانفتاح.
وفي معرض توجيه النقاش، دعا اليعقوبي إلى الابتعاد عن المقاربات الضيقة، قائلاً: “نحن في قاعة تضم نحو 500 مشارك من مؤسسات ومنتخبين ومجتمع مدني، لكن لا أحد هنا يمثل الرباط كلها”، مضيفاً أن هذا اللقاء ليس مناسبة لعرض “مشاكل شخصية أو مشاريع فردية”، بل للانكباب على ما يخدم الصالح العام.
وانتقد والي الرباط نزعة التبخيس التي ترافق النقاش العمومي، مبرزاً أن الوطنية جامعة بين الجميع، حيث قال: “كلنا مواطنون، ولا يوجد من هو أكثر وطنية من غيره”. ودعا إلى التوقف عن التقليل من مجهودات المنتخبين والمجتمع المدني، لأن النية في خدمة المواطن، حسب قوله، “موجودة لدى كل من ينخرط في العمل العمومي، حتى وإن كانت هناك أخطاء أو قصور”.
كما حذر من الانسياق وراء الخطاب العدمي تجاه القطاعات الحيوية، وخاصة قطاع الصحة، قائلاً: “لن نحارب السلبية بالسلبية، بل بالإيجابية”. وأورد معطيات دالة تفيد بأن الرباط تتوفر على مؤشرات استشفائية تفوق المعدل الوطني بأربعة أضعاف، وتضم 30 في المائة من أطباء الجهة.
وختم اليعقوبي بالتشديد على ضرورة القطع مع منطق “المطالب” الذي لا يليق بالمسؤول العمومي، مؤكداً أن “الجيل الجديد من البرامج هو جيل المحاسبة والشفافية”، وداعياً إلى تجاوز الأنانية والمصالح الضيقة، خاصة في ظل استعداد الرباط لاحتضان تظاهرات كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم.