
تريبورتورات سلا” خرق مستمر للقانون وصمت رسمي يثير التساؤلات
رصد المغرب / سلا
رغم توالي الحوادث المؤلمة المرتبطة بالمركبات ثلاثية العجلات المعروفة بـ”تريبورتور”، لا تزال بعض شوارع مدينة سلا، وعلى رأسها شارع الأطلس الكبير وشارع ابن الهيثم، تشهد استفحال هذه الظاهرة بشكل مثير للقلق، في ظل صمت مطبق من السلطات المحلية والأمنية.
ففي الوقت الذي تحركت فيه مدن مغربية عديدة لاتخاذ قرارات حازمة بشأن هذه المركبات، بما في ذلك حجزها أو الحد من نشاطها غير القانوني، يبدو أن سلا تغرد خارج السرب، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول خلفيات هذا التجاهل الواضح، حيث أن المواطنون في هذه الأحياء اعتادوا على مشهد “التريبورتورات” وهي تقل الركاب في خرق سافر لقانون السير، دون أدنى تدخل من شرطة المرور، رغم تواجدها الدائم في عدد من النقاط الحيوية.
ولم يمر وقت طويل على حادثة مأساوية شهدتها مدينة قلعة السراغنة، والتي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص ضمنهم السائق، بعد انقلاب تريبورتور كان يقل 14 راكبا، حتى تعالت الأصوات محذرة من تكرار سيناريو مشابه في سلا، حيث تؤكد شهادات السكان أن الحمولة غالبا ما تتجاوز العشرة أشخاص، في تحد واضح لشروط السلامة.
والمثير للجدل حسب بعض المتتبعين، هو ما يروج من حديث في الأوساط المحلية حول “تواطؤ محتمل” لبعض الجهات مع هذه الأنشطة، بل ووجود مصالح معينة في إبقاء الوضع على ما هو عليه، البعض ذهب إلى حد السخرية و القول إن هناك نية غير معلنة في توظيف هؤلاء السائقين خلال تظاهرات كبرى مقبلة ككأس إفريقيا أو كأس العالم، كجزء من وسائل النقل المساندة.
وبين عجز السلطات وصمت المصالح الأمنية وتطبيع المواطنين مع الظاهرة، يبقى الخطر محدقا، وتظل الأرواح مهددة، في غياب حلول جذرية وشجاعة تضع المصلحة العامة وسلامة المواطن فوق كل اعتبار.
فهل تتحرك الجهات المسؤولة قبل فوات الأوان، أم أن “التريبورتور” سيظل سيد الموقف في شوارع سلا؟
إرسال التعليق