
رصد المغرب /
بعد مرور قرابة شهر على إرسال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، تضمنت خيارين: إما التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني أو مواجهة عسكرية، مما شكل رد إيران على هذه الرسالة محور جدل في الأوساط السياسية بشأن طبيعة وجدوى المفاوضات المحتملة بين الطرفين.
وعلى الرغم من مجموعة التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الإيرانيون للتشديد على رفضهم التفاوض مع واشنطن، استنادا إلى قناعة مفادها أن التجارب السابقة أثبتت أن الحوار معها ليس تصرفا ذكيا أو حكيما، ردت طهران رسميا بأن سياستها تتمسك بعدم الدخول في مفاوضات مباشرة تحت وطأة الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية.
و مع ذلك، لم تغلق إيران الباب تماما أمام تسوية خلافاتها مع الولايات المتحدة، وفتحت المجال لمفاوضات غير مباشرة. هذا الموقف أثار تساؤلات لدى مراقبين عن أسباب عدم التوجه نحو مفاوضات مباشرة لبناء الثقة وحلحلة التوتر بين البلدين، في حين يعتقد آخرون أن الجلوس على طاولة مفاوضات مع طرف يهدف فقط إلى تجريدك من حقوقك الأساسية لا يعد خيارا عمليا.
فهناك من يرى أن مسألة التفاوض المباشر لا يمكن تفاديها لإيجاد حلول مستدامة للقضايا العالقة بين الدولتين، خاصة بعد سنوات من تجربة المفاوضات غير المباشرة التي لم تحقق نتائج ملموسة. ويشير هذا الرأي إلى أن مواصلة الأساليب المكررة لن تؤدي إلى تقدم جديد، مما يستدعي تغييرات جوهرية في النهج الدبلوماسي.
فالجنرال حسين علائي، الذي شغل منصب مساعد وزير الدفاع الإيراني سابقا، يدعو حكومة الرئيس مسعود بزشكيان إلى التخلي عن الوساطات القائمة والجلوس وجها لوجه مع الأمريكيين لتسريع العملية الدبلوماسية وتخفيف حدة التهديدات العسكرية. ويرى أن هذه الخطوة ضرورية لمعالجة القضايا المعقدة بين الطرفين، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار الجدية التي يجب أن تعامل بها تهديدات ترامب
. وفي تصريح صحفي، أوضح الجنرال علائي أن هدف ترامب هو إحراز تقدم ملموس في ملف البرنامج النووي الإيراني ليسجل كإنجاز كبير خلال فترة رئاسته. كما أن تهديده بالعمل العسكري يظهر مدى استعجاله لتحقيق ذلك الهدف. ولم يتوقف علائي عند أهمية المفاوضات المباشرة، بل شدد على ضرورة تقديم إيران “مفاجأة دبلوماسية” تنزع من الولايات المتحدة الذرائع الممكنة للجوء إلى الخيار العسكري. وأشار إلى أن إسرائيل ترى أن الظروف مهيأة خلال فترة رئاسة ترامب للقضاء على البرنامج النووي الإيراني بهدف ترسيخ مكانتها كالقوة النووية الأولى في الشرق الأوسط، مما يجعل التحرك الدبلوماسي من جانب إيران ضرورة ملحة لإبطال تلك الذرائع وتحجيم محاولات ترامب لتعبئة المجتمع الدولي ضدها بذريعة رفضها للحوار.
إرسال التعليق