
المغرب ينضم إلى برنامج تصنيع مقاتلات F-16 الأمريكية: خطوة استراتيجية تعزز الشراكة الدفاعية مع واشنطن
رصد المغرب /
كشفت وثيقة رسمية صادرة عن السجل الفيدرالي الأمريكي عن إدراج المملكة المغربية ضمن قائمة الدول المشاركة في برنامج تصنيع المقاتلات الأمريكية المتطورة من طراز F-16، في خطوة تعكس تعميق التعاون الدفاعي بين الرباط وواشنطن، وتؤكد التقدم الصناعي والتقني الذي أحرزته المملكة في السنوات الأخيرة.
وبحسب الوثيقة المؤرخة في 29 أبريل، والتي أُدرجت بموجب المادتين 36 (ج) و36 (د) من قانون مراقبة تصدير الأسلحة، فإن الحكومة الأمريكية تستعد لمنح ترخيص تصدير مواد دفاعية، تشمل بيانات تقنية وخدمات مرتبطة، تتجاوز قيمتها 50 مليون دولار، لعدة دول من بينها المغرب ، حيث يهدف هذا الترخيص إلى دعم إنتاج مكونات وتجهيزات خاصة بمقاتلات F-16.
ويأتي إدراج المغرب ضمن هذا البرنامج المتقدم إلى جانب دول شريكة ككوريا الجنوبية، والإمارات العربية المتحدة، وإيطاليا، في إطار مبادرة أمريكية لنقل التكنولوجيا الدفاعية وتبادل الخبرات، مع مراعاة المعايير السياسية والعسكرية وقضايا حقوق الإنسان.
وفي السياق ذاته، أعلنت شركة “لوكهيد مارتن”، عملاق الصناعات الدفاعية الأمريكية، عن توسيع شراكتها الاستراتيجية مع المملكة المغربية من خلال تعزيز التعاون الصناعي والدفاعي، في إطار ما تصفه بـ”الاستراتيجية العالمية لدمج الموردين المحليين في سلسلة التوريد الدولية”.
وقام وفد رفيع من الشركة برئاسة جوزيف رانك، الرئيس التنفيذي للوکهيد مارتن في إفريقيا، بزيارة ميدانية إلى المغرب، شملت لقاءات مع شركات صناعية محلية في الدار البيضاء مثل TDM Maroc وSABCA Maroc وCollins Aerospace RFM وExxelia Maroc، بهدف رفع مستوى التصنيع المحلي وتعزيز القدرات التقنية المغربية في مجال الصناعات الدفاعية.
وأكد رانك في تصريح رسمي أن “العلاقة الدائمة مع المغرب تعكس التزاما مشتركا بالابتكار، والأمن، والتقدم الاقتصادي”، مشيرا إلى سعي الشركة إلى تطوير المهارات المحلية ورفع كفاءة الصناعات الدفاعية المغربية في إطار شراكة طويلة الأمد.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الدفاعية بين المغرب و”لوكهيد مارتن” تعود إلى عام 1974، حين تسلمت القوات المسلحة الملكية أول طائرة نقل عسكري من طراز C-130H Hercules، وتواصلت الشراكة لاحقا لتشمل اقتناء مقاتلات F-16، ومروحيات سيكورسكي، وأنظمة رادار ودفاع جوي وصاروخي.
وتندرج هذه الخطوة ضمن استراتيجية المغرب لتعزيز استقلاليته في المجال الدفاعي، تنفيذا للقانون رقم 10-20 المتعلق بإنشاء قاعدة وطنية للصناعة الدفاعية، والذي يهدف إلى تعزيز القدرات المحلية وتحقيق الاعتماد الذاتي في الصناعات العسكرية المتقدمة بشراكة مع قوى دولية فاعلة.
ويعد إدراج المغرب في برنامج تصنيع F-16 اعترافا عمليا بمكانته المتنامية في الصناعات الدفاعية، حيث يمثل فرصة لتعزيز حضوره الاستراتيجي في شمال إفريقيا والمنطقة الأورو-متوسطية، من خلال تطوير قدراته في الصيانة والتجميع والتصنيع المحلي للمكونات الدفاعية.
إرسال التعليق