
هجمات سيبرانية تسفر عن تسريب آلاف الملفات الحساسة في تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل
رصد المغرب /
في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، لا يقتصر التصعيد على الجانب العسكري فقط، بل امتد ليشمل جبهة رقمية أكثر خطورة وهدوءا في آن واحد، حيث شهدت الساعات الـ 48 الماضية سلسلة هجمات سيبرانية استهدفت منشآت وبنى تحتية رقمية في إسرائيل، وأسفرت عن تسريب آلاف الملفات التي يعتقد أنها تحتوي على معلومات حساسة.
وبحسب مصادر متعددة، فإن الهجمات لم تكن عشوائية، بل بدت منظمة ومركزة، حيث استهدفت مواقع حكومية وشركات استراتيجية، إضافة إلى مزودين في قطاعات البنية التحتية والتقنيات الحيوية، حيث تمكن القراصنة، الذين يشتبه بارتباطهم بجهات مدعومة من إيران، من اختراق أنظمة مؤمنة وسحب كم هائل من البيانات، تم تسريب جزء منها بالفعل على منصات مظلمة.
وهذه التسريبات التي ظهرت حتى الآن تشمل وثائق حكومية داخلية، ومعلومات تتعلق بالبنية الأمنية، وربما بيانات شخصية لموظفين حكوميين، حيث لم تصدر الحكومة الإسرائيلية بيانا رسميا شاملا، فيما أشارت بعض الجهات الإعلامية العبرية إلى أن هناك “حدثا غير اعتيادي” قيد التحقيق من قبل وحدات الأمن السيبراني التابعة للجيش ومؤسسة الشاباك.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات تمثل تحولا استراتيجيا في الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث باتت الحرب السيبرانية تحتل موقعًا مركزيا في أدوات الضغط والمواجهة بين الطرفين، وكذلك هذه الهجمات لا تتسبب بخسائر مادية مباشرة فقط، بل تضرب الثقة في مؤسسات الدولة، وتضعف قدرتها على احتواء الرأي العام أو التغطية على الثغرات.
وحتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على طبيعة الرد الإسرائيلي، إلا أن التجربة تشير إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى عمليات مضادة، سواء عبر السايبر أو غيره، في إطار ما تسميه “استراتيجية الردع المتراكمة”، ومن غير المستبعد أن تتسع رقعة التصعيد لتشمل أهدافا رقمية إيرانية في الفترة القادمة.
فالصراع بين إسرائيل وإيران يشهد تصعيدا متواصلا على أكثر من جبهة، ويبدو أن جبهة السايبر أصبحت الآن ميدانا رئيسيا للمواجهة، يحمل في طياته أبعادا استراتيجية لا تقل خطورة عن الصواريخ والطائرات المسيرة، ومع استمرار تبادل الرسائل الخفية والعلنية، يبقى الأمن السيبراني تحديا حقيقيا قد يرسم ملامح الصراعات المستقبلية في المنطقة.
إرسال التعليق