رحيل المعلم الكناوي مصطفى باقبو

رصدالمغرب / لبنى موبسيط

ببالغ الحزن والأسى، تلقت الساحة الفنية المغربية والعربية خبر رحيل المعلم الكناوي مصطفى باقبو، أحد أبرز أعمدة فن “كناوة” وأحد الأصوات الصادقة التي حملت هذا التراث العريق إلى آفاق رحبة.

كان الراحل أكثر من مجرد فنان، فقد جسد في مسيرته روح “كناوة” الأصيلة، بما تحمله من عمق روحي وإرث تاريخي وموسيقي متفرد، حيث بصوته الدافئ وعزفه المتمكن، استطاع أن يمد جسورا بين الأجيال، وأن يجعل من فن “كناوة” لغة عالمية يفهمها كل من ينصت بقلبه.

لقد ظل مصطفى باقبو وفيا لهذا الفن، يحمله في حفلاته ومهرجاناته ولقاءاته الفنية، ناشرا قيم التسامح والمحبة والارتباط بالجذور، حيث لم يكن حضوره مقتصرا على الخشبة، بل امتد إلى كل من عرفه وعايشه، لأنه ترك أثرا إنسانيا عميقا بشخصيته المتواضعة وروحه النقية.

رحيل باقبو يشكل خسارة لا تعوض لفن “كناوة”، لكن إرثه الفني والإنساني سيبقى حيا في وجدان محبيه، وفي ذاكرة الموسيقى المغربية والعالمية، حيث سيظل صوته وإيقاعه حاضرين كنبض خالد، يشهد على مسيرة رجل عاش للفن ومن أجل الفن.

رحم الله المعلم مصطفى باقبو، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.